فبعد أن خرج الإنسان من جنة عدن، صار نهباً للطبيعة الغاضبة، والوحوش المفترسة، والهوان الإنسانى، وعبودية الشيطان... انتهت كرامته، وضاعت ملامح الصورة الإلهية التى خلق عليها. وبعد أن كان آدم تاجاً للخليقة، صار يسقط تحت ضربات فيروس صغير، أو بركان ثائر، أو فيضان مدمِّر. وبعد أن كان آدم فى شركة مع الله والملائكة، صار عبداً لعدو الخير. وبعد أن كان لا يكف عن التسبيح والترتيل، صار يتجرع كئوس الألم والأنين.
كان يأكل خبزه بعرق وجهه، وأنبتت له الأرض شوكاً وحسكاً، وبالتعب كانت حواء - ومازالت - تلد أولاداً.
إنها ثمار الخطيئة، التى أهانت الإنسان، وأسقطته من فردوس طاهر، إلى أرض موحشة.
وجاء المسيح...
وتم الفداء...
وكان الخلاص...
وقام الرب...
وصعد إلى السماوات...
وأرسل لنا المعزى...
الذى سكن فينا...
فصرنا أولاد الله!!
عادت إلى الإنسان كرامته المفقودة، والصورة الإلهية الجميلة التى جبل عليها.. نعم.. هو يجاهد فى طريق الخلاص، الذى لن يكتمل إلا بتغيير الجسد الترابى، إلى جسد نورانى، ولكن العربون قد أخذناه...
حينما اعتمدنا.. فصرنا أولاد الله..?
وحينما مسحنا بالميرون.. فأصبحنا هيكلاً لسكناه..?
وحينما أكلنا جسده ودمه الأقدسين.. فصار يثبت فينا ونثبت فيه!!?
وهكذا كلما اجتمعنا للأفخارستيا..?
اتحدنا بالرب.. رأس الكنيسة!!?
واتحدنا بالقديسين.. شفعاء المؤمنين!!?
واتحدنا ببعضنا البعض.. كجسد واحد وخبزة واحدة!!?
وصار لنا أن نقول مع الرسول بولس: "إن كنا نتألم معه، لكى نتمجد أيضاً معه" رو 17:8.
وذلك تتميماً لوعده الصادق والأمين: "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى، كما غلبت أنا أيضاً، وجلست مع أبى فى عرشه" (رؤ 21:3).
حقاً انظروا أية محبة نلناها، وما هو المجد الذى أخذناه، "انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله.. نحن الآن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو" (1يو 1:3،2).
نعم لقد انتقلنا من الهوان إلى المجد!!
4-من الموت الأبدى إلى الحياة الأبدية : لنا بقية غدا بمشيئة الرب