كيف تحمل صليبا؟ و ما المعانى اللاهوتية للصليب؟ تعيد الكنيسة فى 17 توت (27 سبتمبر) يوم ظهوره للملك قسطنطين، و فى يوم 10 برمهات (19 مارس) يوم عثور الملكة هيلانة على خشبة الصليب المقدسة. ونحن نريد اليوم ان نتكلم عن الصليب بمعناه الروحى، و عن أهمية الصليب و بركته فى حياتنا. الصليب هو مشقة نتحملها من أجل محبتنا لله أو محبتنا للناس، لأجل الملكوت عموما. الصليب هو الباب الضيق الذى دعانا الرب الى الدخول منه (مت 7 : 13).. وقال لنا فى العالم سيكون لكم ضيق (يو 16 : 33) و تكونوا مبغضين من الجميع لأجل اسمى (مت 10 : 22). بل تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله (يو 16 : 2) لو كنتم من العالم، لكان العالميحب خاصته..ولكن لأنكم لستم من العالم، لذلك يبغضكم العالم (يو 15 : 19) و هكذا كان القديس بولس الرسول يعلم "انه بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله" (أع 14 : 22) فإن حملت صليبا، إقبل ذلك بفرح بسبب ما سوف تناله من أكاليل، إن كنت لا تشكو ولا تشك. أنواع كثيرة من الصلبان سوف تواجهك منها الجهاد و الاحتمال و الصبر و منها التعب فى الخدمة و فى التوبة، و ايضا إحتمال التأديب من الله و من الاباء.... فلا تتذمر كلما حملت صليبا. ولا تظن ان الحياة الروحية لابد أن تكون سهلة، و طريقها مفروش بالورود و إلا فعلى أى شىء سوف تكافأ فى الابدية؟ و ايضا ما معنى كلام الرب عن الباب الضيق (مت 7 : 13).. كيف تحمل الصليب عمليا؟
1- الصليب هو علامة حب و بذل و تضحية و فداء تحمله كلما تعبت لاجل ممارسة هذه الفضائل. حاول ان تتعب من أجل إراحة غيرك و من أجل انقاذه و خدمته و ثق ان الله لا ينسى تعب المحبة بل كل واحد سياخذ اجرته حسب تعبه (1 كو 3 : تدرب ان تعطى مهما بذلت و تحملت و ضحيت..و تدرب ان تعطى من اعوازك كما فعلت المرأة المطوبة (لو 21 : 4) غتعب فى خدمتك بمقدار تعبك يظهر حبك و بذلك تظهر تضحيتك. 2- الصليب ايضا علامة الم و احتمال: الالام العظيمة التى احتملها السيد من اجلنا سواء الام الجسد التى قال عنها ثقبوا يدى ورجلى و احصوا كل عظامى او الام العار التى احتملها من اجلنا فى سرور اى و هو مسرور بخلاصنا. لهذا قال عنه الرسول من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزى (عب 12 : 2) ما اعظم الاحتمال بسرور, انه درس لنا وانت تحمل صليبا أن كنت من اجل الرب تحتمل ضيقته او من اجل بركينالك اضطهاد او من اجل ذلك تصاب بمرض او ضعف، كذلك ان كنت تحتمل متاعب الناس دون ان تنتقم لنفسك بل تحول الخد الاخر و تمشى الميل الثانى ولا تقاوم الشر (مت 5 39 - 42) بل تصبر و الصبر صليب..سواء كان احتمالك و صبرك فى محيط الاسرة او فى مجال الخدمة او فى نطاق العمل. 3- و تحمل صليبا ان كنت تصلب الجسد من الاهواء (غل 5 : 24). فتبذل كل جهدك لكى تصلب رغبة او شهوة و تنتصر على نفسك و تصلب فكرك كلما اراد ان يشرد بك، كلما تضبط حواسك و تلجم لسانك و تقهر ذاتك و تمنع جسدك عن الطعام محتملا الجوع مبتعدا عن كل طعام شهى و عن كل لذة جسدية و عن محبة المال. 4- و تحمل صليبك فى انكار ذاتك بأخذ المتكأ الأخير : و بعدم السعى وراء الكرامة و بتنازلك عن حقوقك، و عدم أخذ حقك فى الأرض و بتفضيل غيرك على نفسك فى كل شى بالمحبة التى لا تطلب ما لنفسها ( 1 كو 13: 5) و بالتواضع و الزهد و البعد عن المديح و الكرامة. 5- و تحمل صليبك بأن تحمل خطايا الاخرين فهكذا فعل السيد المسيح. لا مانع ان تحتمل ذنب غيرك و تعاقب عنه بدلا منه او تحتمل مسؤليات غيرك و تقوم بها عوضا عنه. و كما قال القديس بولس لفليمون عن أنسيموس "إن كان قد ظلمك بشىء او لك عليه دين فإحسب ذلك على ..انا اوفى" (فل 18 ، 19) .. على قدر إستطاعتك إشترك فى آلام الاخرين و إرفعها عنهم و كن قيروانيا تحمل صليب غيرك. معانى لاهوتيه للصليب: لنا بقية غدا بمشيئة الرب