واهتم السيد المسيح أيضًا بالأطفال ورفع معنوياتهم.
الأطفال الذين كان ينظر الكبار إليهم في احتقار واستصغار، وينتهرونهم أحيانًا ويطردونهم من طريقه. هؤلاء قال عنهم "دعوا الأطفال يأتون إليَّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (لو18: 16). وأيضًا رفع طفلًا في الوسط وقال "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت الله" (مت18: 3)، يقصد مثل الأطفال في براءتهم وبساطتهم.
وكان يحب الأطفال ويحتضنهم ويباركهم (مر10: 16) ولما انتهروهم وهم يسبحون يوم أحد الشعانين، دافع عنهم بقول المزمور "من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحًا" (مت21: 16). لذلك كله كان يحبه الأطفال ويلتفّون حوله.
كان قلبا عطوفًا على الكل، لا يرفض أحدًا حتى الذين ينتقدونه!
فالفريسيون الذين كانوا يقفون ضده، والذين كانوا يريدون أن يصطادوه بكلمة، لم يمتنع عن زيارتهم وإظهار الحب لهم، وأن لهم رجاء فيه. ولما دعاه سمعان الفريسي، دخل إلى بيته واتكأ... وناقشه ودخل معه في حوار (لو7: 36- 47). مع أن ذلك الفريسي كان قد فتح له باب بيته، ولم يفتح له باب قلبه... حتى الذين صلبوه التمس لهم عذرًا وقال "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو23: 34).
وأشفق على الضعفاء والجياع والمرضى
وقال لمن يصنعون معهم إحسانًا -ولو بزيارتهم- "مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم" (مت25: 40). وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات، قال لا أستطيع أن اصرفهم جياعًا لئلا يخوروا في الطريق (مت15: 32).
ومن اهتمامه بالفقراء أنه اختار تلاميذه الفقراء صيادي السمك. وكان غالبيتهم من غير المثقفين، ولكنه منحهم من عنده الحكمة والقوة.