عاشت هذه البتول في الدير ثلاثين عامًا في حياة نسكية وتقشف شديد، فلم تكن تهتم أن يكون لها ملابس رهبانية جميلة ولا حجاب ولا تنتعل حذاء، قائلة: "إنني لست في حاجة (إلى شيء) لأنه لا يوجد ما يُلزمني بالذهاب إلى السوق". في أول كل أسبوع كانت بقية الراهبات يذهبن إلى الكنيسة ليشتركن في التقدمة أما هذه البتول فكانت تبقى في الدير بثياب رثة، لا تكف عن العمل والجهاد. امتلأت حكمة وفطنة، وكانت طاهرة وعفيفة. لم تهتم بالزينة الخارجية فزينت قلبها لعريسها الأبدي.
++++++++++++++++++++++++++
الأم تاليدا الطوباوية *
***********
يروى لنا القديس بالاديوس أن منطقة طيبة في أيامه كانت تضم 12 ديرًا للنساء، بها جماعات نسائية تسلك في حياة روحية تقوية رائعة. التقى القديس بالأم تالدا Talida أم أحد هذه الأديرة، حيث تتلمذ على يديها ستون راهبة تغيرت حياتهن بسببها، كن يعشن معًا بروح المحبة والطاعة، يسعين نحو حياة الكمال. وقد لفت نظره أن بوابة الدير لم تكن تُغلق ليلًا ولا نهارًا كبقية أديرة الراهبات، ومع هذا لم تجسر إحدى الراهبات أن تخرج دون أذن الأم، كما لم يجسر لص أو قاطع طريق أن يدخل الدير.
جلس القديس بجوار هذه الأم الطوباوية العجوز التي عاشت في الدير قرابة 80 عامًا، وقد بسطت يديها ووضعتهما على كتفيه في جرأة وحرية في المسيح يسوع، وقد شعر بقوة هذه الطوباوية الروحية.