الصوم الأربعيني المقدس … هو فترة خزين روحي للعام كله … حيث تحتاج إلى تفريغ و امتلاء …
1. تفريغ وعاء العقل من الماضي: ” لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة و الشهوات و إدمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الأوثان المحرّمة ” (1بطرس 4 : 3)، ” قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة “( 2 بطرس 3 و 4). و ذلك بالتوبة و الإعتراف كما قال السيد المسيح :” إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ” (لوقا13 : 3 و 5)، ” إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا، و يطهّرنا من كلّ إثم. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً و كلمته ليست فينا “(1يوحنا 1: 9 و 10) و في (1يوحنا 2: 1) يقول:” …لا تخطئوا و إن أخطأ أحدٌ فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار. و هو كفّارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كلّ العالم أيضاً “. و أيضاً تفريغ القلب و الذهن من شهوات النفس و شهوات الجسد، ” الذين هم للمسيح قد صلَبوا الجسد مع الأهواء و الشهوات “.
لقد اعتمدنا للمسيح و لبسنا المسيح (غلاطية 3: 27)، و صرنا هيكلاً لروح الله (1كو3: 16) و (1كو 6: 19). و تناولنا من جسده و دمه الأقدسين (يوحنا 6: 54 و 56)، و سمعنا كلامه (يو6: 63)، و بذلك نكون قد تلاقينا مع أنفسنا و مع الله. و هذا يحتاج إلى ممارسة يومية لكي نترك الماضي السيء و نركّز في النقاط السابقة بالإعتكاف و الصلاة و مواجهة صريحة مع النفس لكشف كل الضعفات الموجودة بها و التخلّص منها باستمرارو بجدية؛ مبتعدين عن التواني و الكسل و الإهمال لنحقق ثماراً و النهاية حياة أبدية (رو6: 22).
2. الثمرة الثانية لرحلتنا في الأرض للصعود للسماء هي إكتشاف الخطاء و الإنحراف و كيف صارت لنا القوة ضدهما و ذلك بتجسُّد ابن الله و صلبه و قيامته و صعوده إلى السماء، و صارت لنا الحياة الجديدة بإيفاء العدل الإلهي حقّه بدم صليبه (كو1: 19 و 20).