السؤال الرابع: لماذا تضطهدني (أع9: 4)
القمص يوسف حنا كاهن كنيسةالشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
من محبة الله أنه لم يفنينا بسبب خطيتنا بل أنه يتمهل علينا.
المشكلة أن الله طويل الأناة.. ومحبته لا نهاية لها لدرجة أن الإنسان المهمل يتجاهل عدل الله ويظن أن العملية ليس لها رابط.. مع أن الله يعرف طريق السمكة في البحر.
تخيلوا نبوخذ نصر مثلا يعمل نفسه إلهاً ويعمل لنفسه تمثال وينخدع في نفسه ويطلب من الناس السجود للتمثال ومن لا يسجد يلقى به في أتون النار. ما هذا الجبروت، والله محبته لهذا الإنسان المخدوع يطيل أناته عليه مع أنه القائل “مجدي لا أعطيه لآخر” لكنه تباطأ في عقاب نبوخد نصر.
ربما يتساءل أحد كيف نضطهد الله؟
1. بعصيان وصاياه.. فإن كان ابن الطاعة للوصية تحل عليه البركة فمن يعاند الوصية تحل عليه اللعنة.
2. بالتذمر على نعمته وعطاياه.. كشعب إسرائيل الذي تذمر على الله وعطاياه مرات عديدة إلى أن أقسم الرب بذاته أن هذا الشعب العنيد لن يدخل أرض الموعد، فأهلكه في برية سيناء. لذلك الكنيسة تعلمت وتعلم أولادها باستمرار أن تصلي صلاة الشكر في كل المناسبات حتى المناسبات الحزينة.
3. بعبادة الأوثان.. فكل ما يشغلك عن المحبة الإلهية هي أوثان، فالقلب لا يستطيع أن يجمع بين محبة المال ومحبة الله – أو محبة العالم ومحبة الله – أو محبة الأب أو الأم أو الأولاد والمحبة الله.. فالمحبة الحقيقية تقدم لله أولا وثانيا وثالثا ثم بعد ذلك قدم محبة للجميع فهذه هي المحبة الإلهية.
وتذكر إبراهيم أب الآباء.. يقول عنه الكتاب آمن إبراهيم بالله.. فحسب له براً.. لأنه أطاع الله طاعة كاملة. قال الله اترك أهلك فأطاع.. قدم ابنك اسحق محرقة فأطاع. وكان رجل سلام مصالحة.. إذ قال للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك ولا بين رعاتي ورعاتك.. وعاش وصية “طوبى لصانعي السلام” قبل أن ينادي بها السيد المسيح بألف سنة.
عزيزي.. أرجوك أن تراجع نفسك وكلامك وسلوكياتك لئلا تكون من أولئك الذين يضطهدون المسيح دون أن يدروا.. وتذكر أن الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك فى الظلام.