ليكن الأخ الذي يقيم معك مثل ابن وتلميذ ، وأن هو اخطأ وأفسد شيئاً فعظه واكشف له خطأه لكيما يرجع عنه ، وأن هو – كتجربة – نيح آخر أكثر منك فلا تحزن ، فلعل الله أراد ذلك . فأصبر لكل منحة لأنه بالصبر علي الأحزان نقتني انفسنا ، وبالأحزان نشارك يسوع في أوجاعه واذا شاركناه في أوجاعه ، فأننا نشاركه في مجده .
كذلك عظ ابنك بخوف الله ، صافحا عن خطايا اخيك ، ألا تعلم أن الشيطان يريد أن يبليك بالغضب بسبب الأخ الذي معك قائلا لك : " أن كلمته مرة ومرتين فاتركه يعمل حسب هواه وكن بلا هم كما قال الآباء " ، فاعلم أن هذا الفكر ليس يحسب مشيئة الله ، لأنك قد تجمع وتستزيد النعمة في ايام كثيرة فلا تفرغ الكيس منها في لحظة واحدة فتبقي مفلسا . أما طول الروح الذي بحسب مشيئة الله ، فهو بالصبر الي التمام بدون قلق ، وأما طول الروح الكاذب الذي أصابك من خداع الشيطان ، الذي يولد للأخ سجسا وغضبا ، فأنه يصيب قليلي الرأي . وهذا ما أقوله لك ، فاذا علمت أنك مع تلميذك مثل الأب مع ابنه ، فبدلا من أن تضرب معرفة الأخ دفعة واحدة كل يوم وتعرفه خطأة كما هو واجب عليك ، نراك وقد صيرته بسكوتك لا يعلم غلطه ، وبعد أن تطيل روحك عليه أياما كثيرة ، اذا بك تضربه واحدة في موضع يصيب منه مقتلا ، فتنزع روحه منه ، فأعلم يا أخي أنك مخدوع ، اذ تقول أن خطايا الأخ كائنة حقا .
فقل لي :
" أذا كنت تعلم باستقصاء ان خطاياه حق ، فهل وصفت له العلاج ليصح منها ؟؟ " أليس هذا من الاعجاب والكبرياء ؟ وأيضا بشأن أي الخطايا قال الرب " أن لم تتركوا للناس خطاياهم ، لا يترك لكم أبوكم خطاياكم " اليس بشأن الخطايا الحقانية ؟ فكيف تدين أنت أخاك من أجل ما لا صحة له ، فأنت تلقي نفسك في أشد العذاب . لأنك اذا طالبت أخاك هكذا ، طالبك الله بشأن خطاياك ، فأما المكتوب فهو " لا تدع الشمس تغرب علي غيظكم ، زاحملوا ثقل بعضكم بعضا " ، فأما المكتوب فهو " لا تدع الشمس تغرب علي غيظكم ، واحملوا ثقل بعضكم بعضا " ، وكيف يخدمك الأخ ، أليس ذلك من شأن الله ؟ فاذا قرعت فكره ، فامسك أنت لفكرك ، ولا تحسب نفسك شيئا ، وأنت تتنيح ، وقاتل الأفكار التي تجلب لك السجس وأنت تعان .