رهبنته ووحدته:
كان هذا الأب من أهل البهنسا، وذات يوم دخل الكنيسة فسمع قول السيد
المسيح في الإنجيل المقدس: "من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه
من أجلى يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو
ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه؟" فلما سمع ذلك التهب قلبه بالحب وترك
العالم ومضى إلى جبل شيهيت، وأجهد نفسه بصلوات متواترة وأصوام كثيرة.
وظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضى إلى القديس إيسيذورس ليلبسه الإكسيم
المقدس، فذهب إليه وبعد أربعين يومًا ألبسه إيّاه. فزاد من نسكه ثم انفرد في
البرية. القديس بلامون يطلب ارشاده حضر إليه القديس بلامون. وذلك أن
الشيطان كان قد ظهر للقديس بلامون في شكل امرأة وأخذ يغريه على الزواج
منها ذاكرًا بعض رجال العهد القديم الذين كانوا متزوجين ومع ذلك كانوا
أبرارًا، ولكن القديس عرف أنه الشيطان فرسم على نفسه علامة الصليب
وصلى إلى الرب فتحول الشيطان إلى دخان وغاب عنه. فذهب هذا إلى
القديس لاتصون يسترشده في المحاربات الشيطانية فأرشده إلى كيفية التغلب
عليها. رجع الأب بلامون إلى مكانه، أما القديس لاتصون فقد ازداد في نسكه
وتقشفه حتى تنيّح بسلام. العيد 17 بؤونة.