في سنة 1389 م. (791هـ) وذلك في عصر المماليك الشراكسة، قَدُم للقاهرة جماعة من الرجال والسيدات دخلوها بضجة عظيمة، وأعلنوا على الملأ خروجهم على الإسلام وعزمهم العودة إلى حظيرة المسيح، وأنهم لا يتحولون عنه حتى ولو قُطِعت رقابهم، وقالوا: "لقد جئنا هنا لنُكفّر عن ضعف إيماننا، وإنكارنا للمسيح، ونقدم حياتنا على مذبح التضحية لننال بركة الاستشهاد ونعمة السيد المسيح".
فتجمع حولهم عامة المسلمين ونصحوهم بالعودة إلى الإسلام، ولكنهم رفضوا بجسارة، فحاول المسلمون إرهابهم ليرتدّوا، وساقوا كثيرين من الرجال إلى ميدان أمام مدرسة الملك الصالح، وهناك جزّوا رؤوسهم الواحد بعد الآخر، فلم يتزعزع إيمان واحد منهم. وساقوا بعض النساء وعذّبوهم ولكنهم تمسّكوا بإيمانهن دون أن يجزعن، فجردوهن من ثيابهن وجرّوهن إلى سفح الجبل تحت القلعة وقُطِعت أعناقهن بقساوة زائدة، حتى أن بعض المسلمين المعتدلين استنكروا ذلك وقاطعوا هذا الحُكم، ونقموا على القاضي الذي حكم به.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
شهداء جبل سيناء
---------------
استشهد ثمانية وثلاثين متوحدًا في جبل سيناء على يد جماعة من الأعراب، وأيضًا عدد كبير من المتوحدين في صحراء رايثو Raithu -على بعد سفر يومين من سيناء وبالقرب من البحر الأحمر- في مذبحة مماثلة، وذلك في القرن الرابع الميلادي.
من بين الشهداء أيضًا صبي في الرابعة عشر من عمره، كان يحيا في حياة التوحد بجهاد وكمال عظيمين. هدده المغيرون بالقتل إن لم يكشف لهم عن مكان المتوحدين الكبار، فأجابهم أنه لا يخشى الموت، وأنه غير مستعد لتلويث حياته بخطية خيانة آباءه. أثارهم رده فهجموا عليه بأسلحتهم، ووقعوا عليه وقتلوه فنال إكليل الشهادة. وقد كتب القديس نيلوس St. Nilus عن هذه المذبحة، حيث كان يقود في هذه الفترة بعض المتوحدين في تلك البرية.
العيد يوم 14 يناير.
.