النجاح صفة من صفات الإنسان البار الصالح
هذا الذي يصفه المزمور الأول بأنه "يكون كشجرة مغروسة علي مجاري المياه. تعطي ثمرها
في حينه. وورقها لا يندثر. وكل ما يفعله ينجح فيه".. يكون ناجحا في كل ما يفعله.
ونلاحظ هنا أنه نجاح في كل شئ:
كل ما تمتد إليه يده. يصاحبه النجاح فيه. نعمة الله لا تتخلي عنه في أي عمل. فتكون كل
أعماله ناجحة. كذلك فإن مقومات النجاح في شخصيته لا تفارقه في كل ما يمارسه من
مسئوليات. وفي حياته الروحية أيضا. وفي حياته العملية..
وهو في نجاحه يكون مثالا لغيره. وموضع إعجاب من الناس. كما تكون له سمعة طيبة في كل مكان يحل فيه.
***
والإنسان المحب للنجاح. لا يكتفي فقط بنجاحه. بل يسعي دائما إلي التفوق. وإلي دوام الترقي. وربما إلي الأولوية..
الناجح روحيا يصعد في سلم الفضائل. هادفا إلي الكمال النسبي الذي تقدر عليه طبيعته البشرية. والناجح في أمور العالم يصعد إلي سلم الوظائف وسلم الشهرة والترقية.
ويصبح النجاح كمنهج حياة. يقود من علو إلي علو وهذا ما نلاحظه في تاريخ عظماء الرجال. الذين بدأوا بنجاح بسيط. تطور إلي نجاح في دائرة أوسع وأوسع. حتي وصلوا إلي سجل التاريخ لما لهم من مجد وشهرة..
***
والنجاح لا يقتصر علي وظيفة معينة تدل عليه:
هو ليس قاصراً علي مجال الرؤساء والعلماء. وإنما نطاقه واسع يشمل الكل: فهناك التلميذ الناجح. والاستاذ الناجح. كما أن هناك الصحفي الناجح. والسياسي الناجح. والأديب الناجح.
ولاعب الكرة الناجح. والفنان الناجح.. وكل منهم له مكانته في المجتمع.
الصحفي الناجح هو الذي يتهافت الناس علي قراءة ما يكتب : سواء كان ذلك مقالا. أم خبرا.
أم تحقيقا صحفيا. أم فكاهة. وهو الذي يثق القراء بصحة معلوماته. ودقة أخباره. وتأثير كتاباته..
واللاعب الناجح هو الذي يقدم في لعبه فناً وبراعة. ويمكنه أن يحرز هدفاً غير عادي. أو يصد هدفاً للفريق الآخر كان محققاً..!
والممثل الناجح هو الذي يتقن دوره أياً كان هذا الدور.. فقد يكون بطل الفيلم يمثل دور خادم وليس دور أحد العظماء.. لا تبحث اذن عن وظيفة كبيرة تظهر فيها نجاحاً.. إنما كن ناجحاً في أية وظيفة تعهد اليك.
والنجاح يدخل في أمور الدين وتادنيا علي السواء:
فالانسان الروحي الناجح. هو الذي ينتصر في كل الحروب الروحية. فلا تقوي عليه خطية أو إغراء. ولا أية حيلة من كافة حيل الشيطان..وكمثال لهذا النجاح كان يوسف الصديق. إذ كان باراً ناجحاً لم تقو عليه اغراءات الخطية ولا إلحاحها وضغطها كذلك كان الشهداء الذين حافظوا علي إيمانهم ضد الوثنية والإلحاد. ونجحوا في ثباتهم وصمودهم أمام كل التهديدات والمخاوف. وأيضا أمام كل ألوان التعذيب.. فنالوا الاكاليل نتيجة لنجاحهم. كذلك الذين كانوا ناجحين في جهادهم الروحي. فعبروا فترة التوبة بنجاح كبير. وبدأوا يجاهدون في طريق النمو الروحي لكل نجاح.
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب