الشباب طاقة جبارة، من قوة وحماسة وحيوية واندفاع... سعيدة هى الدولة التى تستخدم شبابها خير استخدام فيما ينفع.. أما إهمال الشباب فقد يدفعه إلى الإنحراف، أو تستغله قوى اخرى وتدفعه إلى طريق لا ندرى نتائجه...
والشباب يبدأ من مرحلة التعليم الثانوى، أو قبلها بقليل فى أواخر المرحلة الاعدادية. ويشمل طبعاً مرحلة التعليم الجامعى، وما يناسبها فى السن خارج كليات العلم...
ومسئولية الشباب تقع على عاتق الأسرة أولاً، ثم المدرسة والكلية والجامعة. كما تقع على عاتق الدولة أيضاً فى مراكز الشباب
****
وسؤالنا الأول هنا: ماذا تفعله المدارس فى رعاية الشباب؟
كانت فى بادئ الأمر تظن أن اختصاصها هو نشر العلم. لذلك كانت وزارتها تسمى "وزارة المعارف". ثم تطور الإسم فاصبح اسم هذه الوزارة "وزارة التربية والتعليم". وبقى أن نعرف كيف تقوم مدارس هذه الوزارة بالتربية، وليس بمجرد التعليم؟
قديماً كان يوجد ما يُعرف باسم "مدرس الفصل" يجلس مع طلابه خارج نطاق العلم والمقررات، مرة أو أكثر كل أسبوع يتفاهم معهم، وينصحهم بروح الأبوة. وكأنه لهم فى مركز المرشد الروحى...
وكان هناك أيضاً المشرف الإجتماعى لمجموعة من الفصول. فهل لا تزال هذه الوظيفة قائمة؟ وحينئذ نسأل: ما هى اختصاصات المشرفين الاجتماعيين فى كل مدرسة؟ وكيف يقومون بمسئولية رعاية الشباب؟
أعتقد أن المدارس الأجنبية، أو ما تُعرف باسم مدارس اللغات، تقوم بدور أعمق فى المسئولية عن رعاية شباب مدارسها...
****
يبقى التعليم الجامعى لغزاً من جهة مسئولية رعاية الشباب!
هل الإساتذة مجرد محاضرين، يلقون محاضراتهم فى العلم، وينصرفون دون أية علاقة شخصية بينهم وبين الطلاب، إلا علاقة الخوف والمهابة بشعور الطلبة أن مستقبلهم يقع فى أيدى هؤلاء الكبار!!
ثم ما هو دور رؤساء الأقسام، ودور العمداء فى كل كلية علمية من جهة رعاية وتربية هذا الشباب، الذى يحترمهم فى تلقى العلم عنهم؟ ولا شك أنه يكون على استعداد لتلقى توجيهاتهم أيضاً...
وما دور رؤساء الجامعات: هل وضعوا – فى نطاق مسئولياتهم – خطة عملية فى رعاية الشباب الذى يدرس فى جامعاتهم؟
****
إن شباب الجامعة، إذ لا يجد توجيهاً روحياً وتربوياً فى دور العلم، سيتجه إلى مصدر آخر يرشده ويعرّفه كيف يسلك!!
واذا لم يلجأ الشباب إلى مصدر آخرى، فإن مصادر اخرى كثيرة سوف تتجه اليه دون أن يطلب، وتقوم بتوجيهه وإرشاده حسبما ترى. وحينئذ تكون الدولة قد تخلت عن مسئوليتها، وتحصد نتيجة ذلك!!
أو قد يعيش الشباب فى فراغ من جهة التربية ومن جهة الوقت. ويلقيه الفراغ فى ميادين خطرة، وفى متاهات، وربما فى صحبة سيئة تفسد أخلاقه. أو يجد متعته فى اللهو والعبث أو فى المخدرات... وهنا نكون قد فقدنا هذا الشباب وكل ما عنده من طاقة!!