نصل حالياً إلى واجب الدولة فى رعاية الشباب.
ونركز حديثنا عن واجب وسائل الإعلام ومراكز الشباب...
هل توجد فى وسائل الإعلام برامج هادفة لرعاية الشباب؟ وتكون فى نفس الوقت برامج مشوّقة تجذب الشباب اليها، فلا تطغى عليه كل برامج اللهو؟! وهل يوجد متخصصون يشرفون على برامج للشباب سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو تنمية لمداركهم فى كل هذه النواحى... بحيث يقبل الشباب على هذه البرامج ويتجاوبون معها ويشتركون فيها...
ماذا فعل التلفزيون فى هذا المجال؟ وكذلك القنوات الفضائية؟ وهل اشترك بعض رجال الفن وبخاصة الذين يحبهم الشباب – نعم، هل اشتركوا بأفلامهم وأقلامهم ومثالياتهم فى رعاية الشباب...
****
أقول أيضاً: ما هو دور الصحافة فى رعاية الشباب؟
ما أكثر ما يكتب فى الجرائد والمجلات عن السياسة، وعن الحوادث والأحداث، وعن التجارة والاقتصاد، وعن الملاهى واللهو... ولكن أين ما يكتب لأجل الشباب: أين هى المثل العليا التى توضع أمامهم لكى تجتذبهم؟ وأين القصص المؤثرة الهادفة التى تعمل على تكوين شخصية ناجحة فاضلة ذات شأن
هل يوجد فى كل جريدة أو مجلة باب للشباب؟
أم نشكو نحن من الشباب إذا انحرف، بينما لم نقم بواجبنا من نحوه، ولم نبذل الجهد اللازم فى رعايته وتوجيهه؟!
****
ننتقل بعد هذا إلى واجب مراكز الشباب فى رعاية الشباب:
منذ زمان وأنا كنت أنادى بوجود وزارة متخصصة للشباب، لا تستهلك طاقاتها فى موضوع كرة القدم، ونظن أن هذا هو جوهر العمل لأجل الشباب. وقد كتبت عن هذا الأمر فى مجلة الشباب حينما كان يرأس تحريرها الصحفى القدير الاستاذ رجب البنا...
المفروض الاهتمام بالشباب من كل ناحية: ثقافياً، واجتماعياً، وخلقياً، ونفسياً، واقتصادياً، وسياسياً. والنظر إلى مستقبله
وهنا يبدو العمل الأساسى لمراكز الشباب
ويمكن أن تعقد فى مراكز الشباب: مؤتمرات، وندوات، ومحاضرات. وتقام مناقشات يشترك الشباب فيها، ويأخذ ويعطى...
نفتح قلوبنا للشباب. ويفتح الشباب قلوبهم لنا. ونعرف ماذا يشغلهم؟ وما هى مشاكلهم؟ ونناقش معهم الحلول اللازمة والمقترحات الممكن تنفيذها، وما يعرضونه وما يُعرض عليهم. وما هى الأفكار التى ترد اليهم من كافة الاتجاهات، وما فيها من خير أو ضرر؟!
ونثقفهم إيجابياً بما فيه الصالح لهم ولبلادهم...
والشباب يحتاج أيضاً إلى من يكتشف مواهبه، ويعطى هذه المواهب فرصة للظهور. ويقوم بتشغيلها لصالحه وللصالح العام
وللشباب طاقات صالحة، يسعده أن نتعرف عليها وننمّيها، ولا نتجاهلها... سواء كانت فى الأدب أو الفن أو فى العلم أو الاختراع. ونعطيه مجالاً لمعرفة نفسه وما فيه من خير، وكيف يعبّر عنه...
وهو محتاج لأنشطة يعمل فيها. وكثير من الشباب الذين اشتركوا فى فرق الكشافة والجوالة، تركت فى أنفسهم أثراً جميلاً
وعلينا أن ندرّب الشباب فيما ينفعه وينفع وطنه. وأتذكر فى بدء سنوات الثورة الاولى فى اواخر الخمسينات واوائل الستينات، أنه قد استخدم الشباب فى عمليات التشجير وتعمير الصحارى واستصلاح أراضيها. وأتى ذلك بخير وفير...
****
فلنهتم بالشباب إذن، ونشعره باهتمامنا به، عملياً لا نظرياً. ولا نغدق عليه بمواعيد، دون تنفيذ..!
ولنشعره أيضاً بأن مستقبله أمانة فى أعناقنا. وأننا لن نتركه فريسة للبطالة ومشاكلها العديدة
لذلك فإن من الأمور اللازمة للشباب مدارس التدريب المهنى، الذى تعطيه امكانيات للعمل، سواء العمل الخاص أو التوظف تبعاً لقدرات قد تدرب عليها
الموضوع طويل، وميادين التفكير فيه واسعة جداً. وعلينا أن نساهم فيها جميعاً بكل هيئاتنا.