كان يعمل في حراسة إحدى الكنائس بالصعيد ومسئول عن تنظيفها وصيانتها ( فراش الكنيسة ) وكان أمينا في عمله, فأحبه الكاهن والخدام والشعب. في نفس الوقت كان هذا الرجل تقيا، ورغم ضعف تعليمه لكنه في بساطة أحب الصلاة والقداسات وصار صديقا للقديسين، وخاصة أمنا العذراء مريم التي كان يتشفع بها كثيراً ويقف أمام صورتها ويصلي ويفرح بصومها وأعيادها.
وفي أحد الأيام، أراد تنظيف الكنيسة، فدخل وأغلق عليه الباب وبدأ في تنظيف الكنيسة، وصلى قبل أن يبدأ. وأثناء تنظيفه كان يرنم لأمنا العذراء.
مر بعض شباب الكنيسة فوجدوا باب الكنيسة مغلق ولكن نوافذها مفتوحة، فنظروا من إحدى النوافذ فوجدوا فراش الكنيسة يقوم بتنظيفها. ولكن أحدهم دقق في النظر فوجد امرأة جميلة واقفة أمام الفراش. فدعا زملاءه لرؤية هذا المنظر، فلاحظوا جميعاً انه هناك حديث بينه وبين هذه المرأة الجميلة، بل لاحظوا أنها تبتسم له في سعادة وفرح، فقال أحدهم للأخر: من أجل هذا أغلق عليه باب الكنيسة ليختلي بهذه المرأة. وقال الآخر: انه يتظاهر بالتقوى ولكنه افتضح الآن لأنه يقف مع امرأة جميلة وقد أغلق الباب عليهما.
وقال الثالث: واضح أن بينهما علاقة لأنهما يتحدثان بابتسامات وكلمات ودية، لم يسمعوها ولكن، ظهرت على تعبيرات وجهيهما.
تضايق الشبان لما يحدث في كنيستهم، وقرروا إبلاغ كاهن الكنيسة. فأسرعوا إلى بيته وأعلموه بما رأوه. فطمئنهم الكاهن انه سيتصرف في الأمر. وكان متعجباً لأن هذا الفراش يتسم بالنقاوة والتقوى ومعاملته الجادة والمحترمة من جميع النساء والبنات.
في المساء عندما حضر الكاهن إلى الكنيسة، استدعى الفراش واستجوبه عما حدث في الصباح وكيف انه كان مختلياً مع امرأة جميلة في الكنيسة ويتحدث معها.
فأجاب الفراش بسرعة وقال: " هي اللي كلمتني وضحكت لي" .
فأجاب الكاهن بحزم : إذاً أنت تعرف أنك كنت مع امرأة جميلة في الصباح.
فأجاب الفراش وقال : "دي ستنا العذراء" .
ابتسم الكاهن ووضع يده كتف على الفراش وشجعه وهو يشعر أنه ينال بركة. وعلم الشبان وكل الكنيسة بما حدث فازدادوا توقيراً له الفراش صديق أمنا العذراء، وشعروا أن هذه الصداقة نتيجة طبيعية لمحبته للصلاة.
إن القديسين يحبوننا جدا، ويفرحون عندما نتشفع بهم ويودون إقامة صداقة معنا.
إن صداقة القديسين لا تتوقف على مركز أو غنى أو معلومات، بل ترتكز على محبة الصلاة والاشتياق إلى السماء لذا يا أخي فالطريق مفتوح أمامك لتتمتع بصداقة القديسين إذا أحببت الصلاة وأعطيتها وقتا كافيا كل يوم.