هناك سبعة أمور يطالبنا بها معلمنا ماربولس الرسول في بداية العام :
1- كل ما هو حق :-
فهناك على الأرض باطل كثير وهناك خداع وشباك وفخاخ منصوبة للبشر ، والذين يريدون أن يقضوا أياما في سلام الله عليهم أن يدركوا أن جهادهم لابد أن يبدأ بالحق – كل ما هو حق .. وهذا يعني الفرق بين الذي يأخذ نعمة ويبعثرها في الهواء وآخر يأخذها ويستخدمها في نور العقل ، فعندما يهبنا الله نعمة الصحة وتتبدد مع السجائر أو العادات الشريرة في السهر أو الجنس ، فهذا يعتبر تضييع للنعمة والطاقة في الهواء .
لذلك فكل ما هو حق اجعله محور فكرك ، وكل ما هو ضد الحق لا تستعفي أن تكون أنت ضده مهما كان الثمن ، وهذا من البداية سيجعلك – لو كنت تريد أن تعيش في سلام الله – أن تضع رقبتك في يدي الله، مثلما صنع يوحنا المعمدان الذي كانت كل مهمته هي أنه قال الحق لإنسان يعيش في خطأ "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك" (مر 18:6) ودفع رقبته ثمنا لهذا الحق .
وهذا الفكر نابع من الصلاة التي بدأت بها من أجل أبديتك ، فإن قدمت رقبتك لأجلها يصبح لك هذا مكسبا ، لأنك ستذهب إلى السماء وتأخذ أبديتك ، لكن لابد أن تراعي أن يكون هذا بحسب الحق وليس ضده ، لأن من كان ضد الحق فهذا يعني أنه لم يقضي يوما مع الحق الذي هو الله ، فكيف سيقضي أبديته كلها هناك مع الحق .
لأجل هذا أود أن تستخدم نوته تكتب فيها الحق لئلا تنسى ، وكلما وجدت نفسك هادئا .. راجع نفسك على هذا الحق .
2- كل ما هو جليل :-
إن كلمة جليل تعني شريفا .. والشرف ليس له لون ولا سمك ولا وزن .. ولكن الشرف هو كلمة وموقف وتصرف .. فالذي يقول كلاما أمام الناس ثم ينكره بعد ذلك ، فهذا لا يعني أنه قد صلى لأجل أبديته ، الشرف هو الوفاء بما اتفق عليه من أجرة .. الشرف في الزواج أن لا يسمح الزوج لعينيه أن تتفرس في محاسن أخرى غير زوجته .
لذلك من يريد أن يبدأ بداءة جيدة للعام الجديد عليه أن يفتكر في كل ما هو شريف ، ولأن العمل وليد الفكر فالذي لا تفكر فيه فلن تعمله ، ولكن إن سمحت لنفسك أن تتفاوض مع ما هو غير شريف فحتما ستجد نفسك في الفعل غير شريف ، فالخريجين الذين يبدءون حياتهم في وظائفهم لابد أن يضعوا في فكرهم أولا الشرف ليبدأون مهنتهم بعمل شريف ، فلو كانت هناك أسرار لهذا العمل ، أو لهذه التجارة ونفشيه من أجل عداوة أو أي أمر غير سليم .. فهل هذا شرف ..؟! ليكن كل ما هو شريف هو فكرك في العام الجديد .
لنا بقية غدا بمشيئة الرب باقى عناصر