الآيات (4-10): "طلبت إلى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي أنقذني. نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل. هذا المسكين صرخ والرب استمعه ومن كل ضيقاته خلصه. ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم. ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. طوبى للرجل المتكل عليه. أتقوا الرب يا قديسيه لأنه ليس عوز لمتقيه. الأشبال احتاجت وجاعت وأما طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير."
يبدأ المرتل هنا في سرد أسباب تسبيحه لله.
[1] فالله منقذ من الضيقات= مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. ونلاحظ أنه ربما نصلي والضيقة لا تنتهي، لكن المهم أن الله سيرفع مخاوفنا ويعطينا الثقة بأنه عن يميننا فلا نتزعزع.
[2] الله يهب الاستنارة= تقدموا إِلَيْهِ وَاسْتَنَيرُوا= الله نور وبالمعمودية نستنير وبالتناول نستنير بل نصير نور للعالم نعكس نور المسيح الذي في داخلنا.
[3] من يتكل على الله لا يخجل.
[4] الله يحوطنا بملائكته، وربما الملاك تعني ملاك مرسل من الله فعلاً إلينا لحمايتنا، أو هو الرب نفسه الذي أتى فادياً ومخلصاً. والله يرسل ملائكة كثيراً لحماية أولاده، كما أنقذ بطرس من السجن (عب14:1).
[5] عذوبة الله، وعذوبة الله لمن اختبرها تنعش النفس وتثير شهية قوية نحو الله.
[6] الله ملجأ لسائله= الأَشْبَالُ احْتَاجَتْ = الأشبال إحتاجت لأن الله أنقذ فريستها من بين يديها. وهي بالرغم من قوتها الطبيعية تحتاج، ولكن المسكين الضعيف إذا إتكل على الله لن يحتاج إلى شيء. وإذا عدنا إلى (مز13:22) نجد أن أعداء المسيح أحاطوا به كأسود والله نجاه. وهناك سؤال لماذا قال الاشبال ولم يقل الأسود؟ والإجابة أن الأسد هو الذي يعول ابنه الشبل الضعيف الصغير. ومع قوة الأسد فلقد يحتاج ابنه ويجوع.. والأم قد تنسي رضيعها فيجوع. لكن الذي يعتمد علي الله لا يمكن أن يعوزه شيء (مز 23: 1). والترجمة السبعينية قالت وبنفس المعني "الأغنياء إفتقروا وجاعوا" ونلاحظ أن المزمور يصلي في الساعة الثالثة ساعة محاكمة السيد المسيح وإصدار الحكم عليه. ولكن هناك شروط في هذه الآيات لنفرح بعطايا الرب.
[1] أن نطلب طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي = اسألوا تعطوا.
[2] ننظر له وحده كمعين= انَظَرُوا إِلَيْهِ.
[3] التواضع والشعور بالمسكنة= هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ.
[4] ذُوقُوا = لم يقل أنظروا فقط فما الفائدة أن نصف للإنسان حلاوة العسل بدون أن يتذوقه، لذلك لا يكفي أن نسمع عن الرب يسوع بل أن ندخل في شركة صلاة معه لنتذوق حلاوته . الصلاة والتأمل في الكتاب هما جهاد لإكتشاف حلاوة الرب يسوع.
[5] الإتكال على الرب وحده= طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ الذي لا يشعر بأن قوته أو قوة أي إنسان قادرة أن تعينه فيلجأ إلى الله وحده.
[6] السلوك بتقوى= اتَّقُوا الرَّبَّ يَا جميع قِدِّيسِيهِ = فخوف الله ينقي الإنسان من دنس الخطية. ومن يسلك في مخافة الله لن يعتاز إلى شيء. وبداية مخافة الله دائماً هي مخافة من الهلاك ومن العقوبة، وكلما تقدم الإنسان يتحول خوفه لخوف كامل، خوف المحبة، الخوف من أن يحزن قلب الله الذي يحبه، ومثل هذا الإنسان هو من يتذوق حلاوة الله.