يقول بعض الدارسين أن المزمور كُتِبَ بمناسبة صعود التابوت من بيت عوبيد أدوم إلى أورشليم، والبعض يقول أنه كُتِبَ بمناسبة عمل إلهي فائق مع الشعب.
هذا المزمور دعوة لكل إنسان أن يسبح الله كملك يملك عليه شخصيًا وعلى الكل.
هذا المزمور فيه نبوة عن أن المسيح هو الملك على الأرض كلها (7) بعد أن صعد إلى السموات (أية 5) وقد ملك على كل الأمم (8، 9). وكان اليهود هم الوسطاء لذلك العمل العجيب (4) فالمسيح أتى من اليهود بحسب الجسد وصالح الشعوب كلها مع الله.
نرتل هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة فهو مزمور الصعود.
إنتهى المزمور السابق بقوله "أنا الله أتعالى بين الأمم" وهنا نرى كيف تم هذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أن ظهر في الجسد ليخلص شعبه صعد بهذا الجسد وجلس عن يمين الآب. والقول "جلس عن يمين الآب" هو الرد على "أخلى ذاته". والسبب أن المسيح أراد أن هذا الجسد يتمجد، ليتمجد ابن الإنسان بناسوته، فنحصل نحن على المجد. مجدني أنت أيها الآب (بالجسد) بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم (الذي هو مجد لاهوت الابن الأزلي) (يو5:17). وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني (يو22:17). وحينما نرى ما عمله المسيح لنا والمجد الذي أعده لنا نفهم "أن الله يتعالى بين الأمم" ليس لأنه يستحق كل المجد فقط ولكن لأنه أعطانا نحن أيضاً المجد فأحببناه وملكناه على قلوبنا.
آية (1): "يا جميع الأمم صفقوا بالأدياي. اهتفوا لله بصوت الابتهاج."
هي دعوة لكل الشعوب أن يسبحوا الله لعمله العجيب الفدائي. والتصوير هنا أن المسيح ملك عظيم أتى وهزم الملوك الآخرين (الشيطان/ الخطية/ الموت..) ليقيم مملكته هو. . والابتهاج والتسبيح يكون بالهتاف والتسبيح. وتصفيق الأيادي= الأيادي رمز للأعمال الصالحة. الله لا يفرح بالأيادي المسترخية، ولا بالأيادي التي تشترك في الآثام.
آية (2): "لأن الرب علىٌ مخوف ملك كبير على كل الأرض."
من الذي ملك على كافة الأرض سوى المسيح وبصليب محبته.
آية (3): "يخضع الشعوب تحتنا والأمم تحت أقدامنا."
أخضع الله الشعوب الوثنية للإيمان بالمسيح، فتركوا خطاياهم وكبريائهم وإنحنوا للصليب. وأيضًا فالله اعطي للمؤمنين سلطانا أن يدوسوا الحيات والعقارب...(لو 10: 19) أي الشيطان الذي كان متسلطا علي الامم قبل المسيح.