أساف كان رئيس فرقة الموسيقيين في الخيمة (1أي4:16، 5، 7).
هذا المزمور نبوة تعلن عن الدينونة العامة، وتكشف عن إدانة الله للرياء في العبادة حيث تمارس في شكليات بلا روح، وإدانة الحياة الشريرة، ويحذر من الاستخدام الخاطئ للطقس، خاصة تقديم الذبائح، كقناع يخفي وراءه العابدون شرورهم. هنا ينبه أساف إلى أن الله ليس في حاجة إلى ذبائح وعطايا الناس بل إلى القلب النقي الشاكر لله. وهناك مجموعة من المزامير تنسب لأساف، وغالبًا فمن ألف وكتب هذه المزامير قد كتبها على طريقة أساف أو من مجموعة أساف خرج كُتّاب هذه المزامير. فبعض المزامير المنسوبة لأساف يتضح أنها كتبت بعد السبي.
الآيات (1-3): "إله الآلهة الرب تكلم ودعا الأرض من مشرق الشمس إلى مغربها. من صهيون كمال الجمال الله اشرق. يأتي إلهنا ولا يصمت. نار قدامه تأكل وحوله عاصف جدًا."
يمكن تطبيقها على المجيء الأول للمسيح وعلى مجيئه الثاني.
التطبيق على المجيء الأول: في (1) نرى تجسد المسيح (عب1:1، 2) فالآب كلمنا في ابنه ليدعو الأرض كلها أممًا ويهود لكنيسته. وفي (2) نرى سر جمال الكنيسة = صهيون أن الله أشرق فيها. وفي (3) نرى تعاليم المسيح = إلهنا لا يصمت. ونرى إرساله للروح القدس = نار قدامه وحوله عاصف جدًا. هذا ما حدث يوم الخمسين فقد حل الروح القدس على هيئة ألسنة نار مع هبوب ريح عاصف لتطهر الرسل القديسين من كل ضعف، فالنار تحرق الخطايا وتشعل القلب بالحب.
التطبيق الثاني، على مجيئه الثاني: الله سيتكلم في مجيئه الثاني، حين يدعو كل إنسان للدينونة، ليس كلام تعليم وكرازة بل كلمات دينونة للأشرار. وأما كنيسته فيكمل جمالها في هذا اليوم، فالمسيح صار يسكن وسط كنيسته الممجدة في أورشليم السمائية = جبل صهيون. ويستعلن = من صهيون كمال الجمال. لقد كان جمالها على الأرض أن المسيح في وسطها يعطيها جمالًا وقوة، كان يعينها في جهادها لتحفظ وصاياه، وتكون بطهارتها جمالًا للعالم. وفي اليوم الأخير ستستعلن كعروس للمسيح وجماله ومجده ينعكس عليها (1يو1:3، 2). والنار هنا هي نار الدينونة للأشرار. إله الآلهة= الآلهة هم أولاد الله الذين هم على صورته، فالله أقام موسى إلهًا لفرعون وراجع (مز 1:82، 6، 7 + يو12:1). أما آلهة الشعوب فهي أصنامهم وشياطينهم. والمسيح إله الآلهة حين جاء في مجيئه الأول وصلت كرازته لكل أرجاء المسكونة. ولذلك ففي مجيئه الثاني سيدين كل واحد بحسب قبوله أو رفضه للإيمان وبحسب قبوله ورفضه لتنفيذ وصاياه. لقد أتى بناره لينقي ويمحص في مجيئه الأول، وفي مجيئه الثاني سوف يحرق من يجده قشًا وينقي ويقبل الذهب والفضة اللذان نقاهما.