موضوع: آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي."كمالة مزمور 51 - تفسير سفر المزامير الخميس مارس 10, 2016 7:47 pm
آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي."
الخطية لها جذورها في طبيعتي البشرية، فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية الأصلية) هذا تقرير للحالة وليس تبرير للخطية. ولهذا نحتاج كلنا لغسل المعمودية.
آية (6): "ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرفني حكمة."
ها قد سررت بالحق في الباطن = حيث أنك يا رب تحب أن تكون قلوبنا يملأها البحث عن الحق بأمانة. ففي السريرة تعرفني حكمة = علمني يا رب أسرار حكمتك.
فأنا لم أخطئ عن جهل، لأنك كشفت لي كل شيء في شريعتك وفي الضمير الذي وهبتني إياه، لم يعد شيئًا مخفيًا أمامي عما تريده فماذا أقول الآن؟! وحينما تناسيت وصاياك وسقطت جاء ناثان وذكرني، فأنت لا تتركني أبدًا، فيا رب علمني وعرفني دائمًا حتى أرضيك.
آية (7): "طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيض أكثر من الثلج."
ولكن إن علمتني وعرفتني أسرار حكمتك، فسأظل عاجزا عن تطهير نفسي فطهرني أنت يا رب. ولكن لا تطهير سوي بدم المسيح. والزوفا نبات كانوا يغمسونه في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير "فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب22:9). ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1). وهذا الدم يبيض (رؤ14:7). أي يمحو الخطية تماماً. والزوفا نبات صغير وضعيف جداً فهو يشير للمسيح في اتضاعه. وكانوا في تطهير البرص يذبحون عصفورا على ماء حى ويرشون بالزوفا على الأبرص من الدم والماء (لا14: 6، 51، 52). وكان الماء رمزا للمعمودية، ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وقد خرج من جنب المسيح دم وماء بعد موته على الصليب . وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (أف27:5).
الخطية عقوبتها فيها بمعني أن أي خطية لها أثارها المدمرة للإنسان نفسا وجسدا وروحا. والله حين منعنا عن أي خطية فهو منعنا ليحمينا من هذه الأثار المدمرة. والله لايحمينا من أثار الخطية هذه، حتي نشعر بها وننسحق فلا نعود للخطية ثانية. ويصاحب هذه الأثار عدم رضا الله، وعدم الرضا هذا ينعكس علي الخاطئ فيفقد سلامه وفرحه. وداود خلال إنسحاقه وألامه إرتجفت عظامه، وفقد سروره وفرحه. وهو هنا يطلب من الله أن يغفر ويرضي عليه فيعود له السرور والبهجة، وبقدر الإنسحاق يكون السرور. فالله يسكن عند المتواضع القلب والمنسحق (إش 57: 15) فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد. فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا = أما الترجمة "فتبتهج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة. وفي العظام المنسحقة نرى توبة وحزن على الخطية وإنسحاق. وقد لا يعطي الله هذا الشعور بسرعة لأن ما نناله سريعاً نفقده سريعاً. وذلك لأننا لم نتعب فيه. ولذلك فقد يترك الله الخاطئ التائب في أحزانه فترة. وقوله عظامي المنسحقة، لا يقصد عظام الجسد بل إنسحاق النفس. وبقدر ما تكون التوبة صادقة، فسريعا ما يعود السرور والفرح للإنسان.
آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي."كمالة مزمور 51 - تفسير سفر المزامير