آية (9): "استر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامي."
هنا يذكر الوسيلة التي تبتهج بها عظامه (وتستمر الوسيلة حتى الآية11) وحتى لا يصرف الله وجهه عن الإنسان فليصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. كل خطاياه، فلو بقيت خطية لما صرت مقبولًا. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا.
آية (10): "قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي."
قَلْبًا نَقِيًّا = هي طلبة لكي يطهره الله من كل فكر نجس. ونحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. وبدون نقاوة ستظل خطايانا أمام الله. وقوله إخلق هذا يعني أنه يطلب قلب جديد وخليقة جديدة لا علاقة لهما بالماضي. ويطلب رُوحاً مُسْتَقِيماً = أي إصلاح كل الداخل وليس مجرد التصرفات الخارجية، إذاً هو يطلب عمل روح الله فيه الذي يجدد طبيعتنا. جَدِّدْ = اليهود كانوا يسمون المياه إمّا
1) مياها حية= وهي المياه الجارية كالنهر، وهذه تأخذ معها في جريانها أي قاذورات في مجري الماء فيتجدد الماء بإستمرار ويتنقى.
2) مياه ميتة = وهي المياه الراكدة والمملوءة قاذورات، وهذه من يشرب منها فبالتأكيد سوف يموت.
والمياه الحية التي نشرب منها، كما فهمنا من حديث السيد المسيح مع السامرية (يو4) + (يو 7: 37-39) هي الروح القدس الذي أرسله السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا، ويثبتنا في المسيح فنصير خليقة جديدة فنحيا (2كو5:17).
آية (11): "لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني."
هو يعترف أنه بخطيته قاوم روح الله الذي يدعو للتوبة ولكنه يصلي حتى لا ينزع الله الروح القدس منه، فالروح القدس هو الذي ينقي القلب. ونزع الروح معناه قطع الصلة مع الله (ربما يذكر داود هنا ما حدث لشاول الملك).
آية (12): "رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة أعضدني."
الخطية أفقدت المرتل التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص. ويصلي ليعيدها الله له. وبروح منتدبة = أي أنك تعطي عطايك يا رب بالكرم وبسخاء ولا تعير، بل أنت تسر بأن تعطي من تلقاء ذاتك وحتى دون أن نسأل = وهذا معني كلمة منتدبة. وفي الترجمة السبعينية ترجمت "وبروح رئاسي أعضدني" أي فليسود روحك القدوس علي مشاعري وعلى النفس والجسد بكل طاقاتهما ويرأس ويقود فلا انحرف ثانية. بل يقود ويعين = اعضدني.