موضوع: مزمور 55 - تفسير سفر المزامير الخميس مارس 17, 2016 5:55 pm
يتفق معظم المفسرين أن داود كتب هذا المزمور أثناء ثورة إبشالوم. وهنا نراه في غاية الأسى من خيانة أخيتوفل. ونرى هنا داود رمزًا للمسيح المتألِّم من ثورة شعبه ضده، وخيانة أخيتوفل صورة لخيانة يهوذا وكلاهما مضى وخنق نفسه. والآية (21) من هذا المزمور ترتلها الكنيسة في مزمور يوم الخميس الكبير (خميس العهد) من أيام البصخة وكذلك يوم الثلاثاء وتذكر بها خيانة يهوذا وقبلته الغاشة لسيده.
الآيات (1-: "أصغ يا الله إلى صلاتي ولا تتغاض عن تضرعي. استمع لي واستجب لي. أتحير في كربتي واضطرب. من صوت العدو من قبل ظلم الشرير. لأنهم يحيلون عليّ إثمًا وبغضب يضطهدونني. يمخض قلبي في داخلي وأهوال الموت سقطت عليّ. خوف ورعدة أتيا عليّ وغشيني رعب. فقلت ليت لي جناحًا كالحمامة فأطير واستريح. هانذا كنت ابعد هاربًا وأبيت في البرية. سلاه. كنت أسرع في نجاتي من الريح العاصفة ومن النوء."
هي صلاة داود في كربته التي حيرته، ولم يجد طريقًا للهرب بعد أن حاصره أعداؤه تمامًا، وقارب الموت فارتعب وتمنى لو أن له جناحين فيهرب بهما من هذا الحصار وهذه الضيقة. وفي قوله غشيني رعب = أي التف عليَّ من كل جانب. والحمامة تشير للروح القدس، والقديسون لهم جناحي هذه الحمامة، هو لم يقل جناحي نسر ولا صقر فهي طيور نجسة، ولكن جناحي الحمامة يشيران لطهارتها. ومن يقبل أن يحيا في طهارة يمتلئ من تعزيات الروح القدس ويحلق في السماويات بجناحيه. ليت لي جناحًا كالحمامة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتها هي (فلك نوح/ الحمام الزاجل). والروح القدس (الذي أخذ شكل الحمامة يوجهنا دائمًا للمسيح الذي لو التجأنا إليه نستريح = فأطير وأستريح. إذًا هو يشير لاشتياقه لبيت الله ، ليلتقي به سريعًا = اطير. ثم نجده يشتاق للخلوة مع الله بعيدا عن الناس =
أبيت في البرية = هكذا اختلى الرهبان في بريتهم بعيدًا عن العالم، إذ شعروا بلذة عشرة الله وتعزياته وبعيدًا عن خيانة البشر وشرورهم. وهكذا كان المسيح ينفرد في الجبل ليصلي. إن أرواح القديسين تشتاق للهروب من هذا العالم