داود لم يترك قيثارته أبدًا، بل ظل وهو في شدة ضيقه مسبحًا الله صارخًا له. وهو هنا يصرخ لله بينما كان هاربًا إلى ملك جت. وهو ذهب إلى جت مرتين. في الأولى تظاهر بالجنون (1صم14:21). وفي الثانية التجأ إلى ملك جت ومعه 600 رجل فقبله. وهذا المزمور غالبًا كان في الزيارة الأولى أو الهروب الأول لجت.
عنوان المزمور على الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكون إشارة إلى لحن حزين يرتل على نفس لحن هذا المزمور. وقد يكون المعني فيه إشارة لداود نفسه الهادئ الوديع الذي مثل الحمامة وقد طردوه وهو لم يؤذِ أحدًا، ولم يرد على أحد بشر، بل أقصوه بعيدًا عن الهيكل. وقطعًا في كل هذا هو رمز للمسيح الذي كان كشاةٍ أمام جازيها لا يفتح فاه.
آية (1): "ارحمني يا الله لأن الإنسان يتهممني واليوم كله محاربًا يضايقني."
يتهممني= يضايقني ويدفعني ويدوسني بكبرياء. ونلاحظ أنه بينما هو هارب إلى ملك جت لكنه في قلبه هو ملتجئ إلى الله، طالبًا الحماية منه. ويشير قوله الإنسان يتهممني= أنه بالرغم من أن شاول الملك هو الذي يضطهدني إلا أنه إنسان إذاً فهو زائل.
آية (2): "تهممني أعدائي اليوم كله لأن كثيرين يقاومونني بكبرياء."
هذه تشير لحالة الحرب ضد داود وتشير لحالة حروب إبليس ضدنا اليوم كله.
آية (3): "في يوم خوفي أنا عليك اتكل."
مهما كان مضايقي بشر (زائلون) أو شياطين، فأنت الله الذي فوق الكل لذلك ألجأ إليك.
آية (4): "الله أفتخر بكلامه على الله توكلت فلا أخاف. ماذا يصنعه بي البشر."
افتخر= أسبح بكلام الله. هنا يرى المرنم الله كضابط الكل فلا يخاف مؤامرات البشر.