ليس المهم في حياتك أنك تصلى، إنما المهم حقا هو : كيف نصلى؟
هل صلاتك مجرد ترديد لألفاظ، أم هي صلة حقيقية عميقة بالله، تشعر بها إنك تنعم بوجوده معك، وإنك تكلم كائنا تحسه تماما وتوقن إنك واقف أمامه.
ليس المهم إذن الفاظ الصلاة، بقدر ما تدركه أنت من فهم وعمق هذه الألفاظ، وبقدر ما تختلط بها من مشاعر روحية، تدل على أنك تعنى ما تقول..
اسأل نفسك إذن، وبخاصة في هذه الفترة المقدسة من الصوم، كيف تصلى؟ وهل تشعر أن صلاتك قد صعدت إلى فوق، وقد دخلت إلى حضرة الله، وقد سمعت لها في قلبك استجابة خاصة ؟؟
هل صلاتك مملوءة بالحب، بحيث إنك مدفوع بهذا الحب إلى الصلاة، ولست مدفوعا بمجرد الواجب..
وهل قلبك متصل بالله أثناء الصلاة، بكل عواطفه، وبكل إشتياقه، وبكل إنفعالاته؟ ولست مثل أولئك الذين قال عنهم الرب: (وهذا الشعب يعبدنى بشفته، قلبه فمبتعد عنى بعيدا..)
وهل صلاتك مملوءة أيضا بالخشوع وبانسحاق القلب.
أنت فيها تدرك من هو الذى تكلمه إنه غير المحدود في كل كمالاته، القادر على كل شئ، الخالق، الذى تجثو له كل ركبة، ما في السماء وما على الأرض، الذى ما أنت سوى تراب وهباء قدامه، لكنه من فرط تواضعه قد دعاك إبنا..
وهل صلاتك فيها روح الإيمان؟
وهل صلاتك بعيدة عن الذات، مركزة في الله..؟
على قدر إمكانك تحاول فيها أن تركز في الله وفى صفاته الحلوة التي تأسر قلبك، وفى ملكوته وسمائه، وملائكته، ووعوده، وعشرته، وحبه..
وهل إذا صليت، لا تود أن تترك الصلاة، وتشتاق لو أنك بقيت فيها أبدا، وصارت حياتك صلاة؟