قيل عن بعض الآباء :
" أن الشيطان تراءي له في شبه ملاك نوراني وقال له " أنا غبريال ؟، قد أرسلت اليك .
أجاب الشيخ :
" لعلك أرسلت الي غيري وأما أنا فخاطيء " .
فلما سمع الشيطان هذا الكلام منه باتضاع ، اختفي ولم يرده .
+ كان أحد الشيوخ جالسا في قلايته مجاهدا .
وكان ينظره الشياطين عيانا ويحتقرهم ، فلما رأي ابليس نفسه مقهورا من الشيخ ، ظهر له قائلا : أنا هو المسيح . فأغمض الشيخ عينيه ، فقال له الشيطان : أنا المسيح ، وتغمض عينيك مني ؟ ز فأجابه الشيخ قائلا : لا أريد أن أبصر المسيح ههما .
فلما سمع ابليس منه ذلك ، غاب عنه .
+ قال أحد الشيوخ :
حتي ولو ظهر لك ملاك حقيقي فلا تقبله بل حقر ذاتك قائلا : أنا عائش بالخطايا فلا استحق أن أنظر ملاكا .
+ قال الشيخ أوغريس :
لا تشتق أن تنظر ملائكة أو قوات ، أو المسيح حسيا ، لئلا يضيع عقلك بالكلية ، وتقبل ذئبا بدلا من خروف ، وتسجد لأعدائك الشياطين ، لأن بدء ضلالة العقل التيه والكبرياء ، اذا ما بدأ العقل يتحرك في العجرفة ، فانه يروم أن يحضر الاله في صور وأشكال ، لذلك يجب الا تجهل هذا الغش ، وهو أنه في وقت ما ، يقسم الشياطين ذواتهم ، فبعض منهم يبدأون بمحاربتك ويحققون عندك أنهم شياطين ، فاذا طلبت المعونة ، تجد البقية يدخلون اليك في شكل ملائكة قديسين – وهم شياطين – ويطردون اولئك الأولين ليخدعوك ، فتظن أنهم ملائكة قديسون ، وهم شياطين ، كذلك توسوس لك الشياطين في وقت ما بأفكار ، ثم يحركونك للصلاة عليهم ومقاومتهم فينصرفون باختيارهم ، كيما اذا انخدعت طننت بنفسك شيئا ، فتتكبر كأنك قد بدأت أن بدأت أن تقهر أفكارك وتفرع الشياطين .
+ جلس أحد الرهبان ناسكا في قلايته .
فأراد الشياطين أن يخدعوه بصورة ملائكة ، وانهم أنهضوه للذهاب الي اجتماع الكنيسة وأروه أنوارا ، فجاء الي شيخ وقال له : يا أبانا ، أن الملائكة تأتيني بصورة وتقيمني لأذهب الي اجتماع الكنيسة .
قال له الشيخ :
لا تقبل منهم ذلك يا ولدي ، أنهم شياطين ، فاذا أتوك قل لهم : أنا متي أردت قمت ، ومنكم لا أسمع .
وفي الليلة التالية جاء الشياطين فنبهوه كعادتهم ، فأجابهم بما قال له الشيخ . فقالوا له : هذا الشيخ السوء الكذاب انما يخدعك . فقد أتاه أخ يستعير منه شيئا مان عنده ، لكنه كذب وقال : ليس عندي ، وصرفه دون ان تعطيه شيئا . فجاء الأخ بكرة الي الشيخ وأخبره بما كان ، فقال له الشيخ : أما ما طلبه الأخ مني وكان عندي ولم أعطيه فذلك لأني عرفت أنه شيء يسبب له خسارة نفسه ، فرأيت أن أتجاوز وصية واحدة ولا أتجاوز عشرة وصايا كي لا ينتهي أمرنا الي الحزن ، فأما أنت فلا تسمع من الشياطين الذين يريدون ان يخدعوك . وبعد أن دعمه بالتعليم صرفه الي قلايته .
+ قال أنبا أور :
أني أبصرت أنسانا في البرية خليت له الشياطين طغمات ملائكة ومراكب حافلة ، ومكلكا في وسطهم ، فقال له : يا أيها الانسان ، لقد اتقنت كل شيء ، اذن خر لي ساجدا وأنا أرفعك كما رفعت ايليا . فقال الراهب في فكره : أنا في كي يوم أسجد لملكي المسيح ، فلو كان هذا هو المسيح حقا ، لما التمس مني السجود الآن . ولما جال هذا في فكره قال : أن ملكي هو المسيح وأنا دائما أسجد له ، وأما أنت فلست بملكي . ولما قال هذا الكلام ، تلاشي ذلك الخيال للوقت . هذا ما شرحه ذلك الأب كأنه عن غيره ، وأما الآباء الذين كانوا معه فقالوا : أنه هو هو الذي رأي ذلك .
+ جلس أخ
" في برية ملآنة من الشياطين مدة من الزمان وكان يظن أنهم ملائكة ، وكان والده يزوره من حين الي حين ، وفي بعض الأيام أخذ منه فأسا ليحطب به ويعيده اليه ، وحدث في عودته اليه أن سبق أحد الشياطين وقال له : أن شيطانا يشبه أباك آت ومعه فأس في زمبيله يريد أن يضربك به ، فلما جاء أبوه حسب عادته ، أخذ الابن الفأس وضربه فقتله ، وللوقت صرعه الروح النجس وخنقه .
+ راهب آخر :
كان ينظر دائماً في قلايته ضوء سراج ، فانقاد لعدم التمييز وقبل في بعض الأوقات شيطاناً علي أنه ملاك ، فأمره ذلك الشيطان ان تقدم لله ولدا له معه في الدير لينال بذلك كرامة أب الآباء ابراهيم ، فانقاد لهذه المشورة لدرجة انه كاد أن يتممها بالفعل ، لولا أن الغلام نظره يسن السكين بخلاف العادة ويجهز ما يربطه به ، فهرب منه ونجا .