الوجاع الجسمانية – التعب – المرض – الأماكن
الأوجاع الجسمانية
+ قال شيخ :
" يجب أن نشكر الله علي الوجاع الجسمانية ، فأن الرسول يقول " اذا ما فسد انساناً الخارجي ، فأن الداخلي يتجدد يوما فيوما " ، فلن نشارك المسيح في مجده الا اذا شاركنا أوجاعه ، ولا نقدر أن نشاركه في أوجاعه ، الا بالصبر علي الشدائد . الشكر في الشدة يعين علي الخلاص منها ".
التعب
+ قال الشيخ :
" من لا يقتني تعب الرهبنة فلن يقتن فضائلها ، ومن لا يقتني فضائلها فلن يقتن مواهبها " .
+ وقال آخر :
" مناجل المرض لسنا نفلح ، لأننا لا نعرف أقذارنا ، وليس لنا صبر في عمل نبدأ فيه ، ولكننا نريد أن نقتني الفضائل بلا تعب " .
المرض
+ قال الأنبا يوسف التبايسي :
" توجد ثلاثة أمور كريمة أمام الله : أولها ، أن يؤدي الانسان عملا خالصا لوجه الله ، ولا يرئي فيه بشريا ، أما ثانيها ، فهو أن يكون الانسان في مرضه ، وحين تتواتر المحن عليه ، راضيا شاكرا . وثالثها ، فهو وجود الانسان مداوما علي طاعة أب روحاني ، هاملا بحسب مشوراته . فبهذه الأمور الكريمة ، يؤهل الانسان لاكليل فاضل ، وأني لذلك أحب المرض ، اذ قيل عن شيخ كان في كل زمانه يشتكي ، الا أنه في سنة من سني حياته وجد غير مشتك ، اذ لم يصبه خلالها مرض ، فمكث تلك السنة حزينا جدا ، وكان يبكي ويقول : " لقد أسلمتني يا الله ، ولم تتعهدني بالطعام ، الذي كنت قد عودتني عليه ، من الأمراض التي كنت تجلبها علي " .
+ قال الشيخ :
" من يخاف من مرض الجسد ، فهو عادم الفضيلة ، واذا انعتق بالكمال من الآلام ، فحينئذ يسير بغير مانع " .
+ حدث أن اعتل أخ علة عزيمة ، لدرجة أنه كان يري من تحته دما ،فصنع له أحد الأخوة طعاما وجاء به اليه ، فلم يذقه ، فألح عليه ذلك الأخ ، أن يتناول منه قليلا بسبب مرضه ، فأجابه : " صدقني يا أخي ، اني أشاء ، لو أن السيد المسيح يتركني في هذه العلة ثلاثين سنة " ، فأخذ الأخ الطعام الذي أحضره وانصرف .
الأماكن
+ قالت الأم تاؤدوره :
" أن راهبا كان يسكن في موضع حار ، فكثرت عليه الهوام ، وتعب من جدا ، لأن لم يكن من ذوي المراتب أو الغني ، فأتاه الشيطان في صورة مفتقد وقال له : " كيف تستطيع الاقامة ، بهذه القلاية التي تصنع الدود من شدة حرارتها ؟ فقال له : " أما الدود ، فأني أصبر عليه لأفلت من الدود الذي لا ينام . وأما الحر ، فاني أصبر عليه كذلك ، لأنجو من نار جهنم ، فأن هذين زائلان ، وأما ذلكما فباقيان وبصبره هذا فهو الشيطان " .
+ سأل أخ شيخاً : " لماذا أضجر من قلايتي ؟ " .
فقال له : " ذلك لأنك لم تحس بعد بنعيم القديسين وعذاب الخطاة ، ولو عرفت ذلك لصرت بلا ضجر حتي ولو كنت منغمسا في الدود والنتن في قلايتك لحد حلقك لان قوما بسبب ضجرهم يتمنون الموت ، ولا يعلمون شدة الصعوبة عند ملاقا الله مع خروج القضية اللازمة عليهم ، وشدة العقوبة الحالة بالخطاة " .