الوحدة هي حفظ العينين والأذنين واللسان والاشتغال بالقراءة والصلاة .
الوحدة هي مرآة تبين للانسان عيوبه .
سأل أخ الأب مقاريوس عن الوحدة فأجاب الشيخ : أن كنت حقا تريد السكني في الوحدة فأصبر لها ولا تؤد عملك يوما في الداخل ويوما في الخارج ، ولكن أصبر لها باتضاع والله الصالح يؤازرك . ولا توجد سببا للخروج عن الوحدة حتي ولا ليوم واحد . بل أثبت في مسكنك لتذوق حلاوتها ، ولا تبديء خارج قلايتك تجذب اليك المضاد وتتجدد عليك أتعابك وتحرم من الصبر ، لا تبطيء خارج قلايتك لئلا تجد اتعابك قدامك عند رجوعك فتتعب جدا في حربك ويصعب أنتصارك .
يا رجل الله حتي متي تدوم لك هذه الأتعاب . أصبر للمسكنة وعزاء الوحدة يأتيك من قبل الله ، لا تضيع يوما واحدا لك ونعمة الوحدة وحلاوة المسكنة تصيران لك عزاء ويعطيك الله سعادة في مسكنك .
+ قال القديس برصنوفيوس :
" انسان ساكت يجب عليه ألا يحسب نفسه شيئا ، بل عليه ان يلومها دائما . اذا انزلق الجاهل في كلامه فله عذر من الكل ، لأنه سقيه لا يدري ما يتكلم به ، ولكن اذا انزلق الحكيم فليس له عذر ، لأنه حكيم وبمعرفة يتكلم ، وكذلك اذا أخطأ واحد من العالميين وكان له عذر لنه يخالط الكثيرين في العالم . فأما نحن الذين بنا أننا رهبان أصحاب سكوت ومعلمون ، فأي عذر لنا " .
ان كنت تريد السلوك في طريق الله فليكن عندك الذين يضربونك مثل أولئك الذين يكرمونك ، ومهينوك مثل مادحيك ، والمفترون عليك مثل مباركيك ، ومحزنوك مثل مفرحيك . وأن عرض للخوة – أما من نسيان أو من سهو – فلم يعاملوك بما كان ينبغي أن يعاملوك به من الجميل قل : أني غير مستحق ، ودع عنك تزكية نفسك ، أما أن كنت تقول ؟أنك حسنا قلت وحسنا فهمت فلا حسنا قلت ، ولا حسنا فهمت .