موضوع: اخر جزء من حياة المتنيّح الأنبا يوأنس أسقف الغـربية الإثنين فبراير 17, 2014 5:05 pm
وداعاً الى المجد : فى صبيحة يوم الأربعاء 4/ 11 / 1987 ولم يكن نيافة الأنبا يوأنس يشكو من شئ سوى دور برد خفيف لازم بسبه الفراش لبضعة أيام . . وظل يستقبل زائريه كالمعتاد وكانت آخرهم الأستاذة عنايات أبو اليزيد عضو مجلس الشعب السابق . . وبعد إنصرافها بقليل فى الواحدة ظهرا فاجأته أزمة قلبية لم تمهله دقائق وأسلم روحه الطاهرة بيد الرب فى خفة الملائكة ووداعة الحملان وهو راقد على فراشه فى منظر ملائكى عجيب .. كان وجهه مضيئاً ويداه كالشمع الأبيض . وقد طار الخبر بسرعه إلى كل مكان وإلى المقر البابوى حيث تأثر بشدة قداسة البابا شنوده فور سماع الخبر وطلب فى الحال من نيافه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة التوجه لمطرانيه الغربيه ولحقه بعد ذلك من القاهره مجموعه من الأحبار الأجلاء أصحاب النيافه الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفرالشيخ ورئيس دير القديسة دميانة والانبا بنيامين اسقف المنوفية والانبا سرابيون اسقف لوس انجلوس والانبا بيسنتى اسقف حلوان . وفى دقائق معدودة اكتظت المطرانية وكاتدرائية ماربولس بجماهير غفيرة من الشعب التى اتت من كل مكان لتنال بركة اسقفها . بدأ الإحتفال بتوديع الجسمان الطاهر بنقله من دار المطرانيه إلى كاتدرائيه ماربولس الرسول محمولاً بيد أبنائه الكهنه والشمامسهظلت تتلى صلوات التسبحه طوال الليل بحضور الاباء الكهنه والشمامسه والخدام ثم أقيم القداس الالهى بالكاتدرائيه فى صبيحة يوم الخميس ورأس الصلاة نيافه الأنبا باخوميوس مطران البحيره . وظل الجسد الطاهر على مرأى من الشعب ليتبارك منه الجميع وسط قراءات وفصول منتخبه من الكتاب المقدس مع صلوات وألحان . . . وفى تمام الساعه الثالثة من ظهر الخميس 5/11/1987 بدأ الموكب الكبير من كاتدرائيه ماربولس متجهاً إلى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا يضم العديد من الآباء الأساقفة وعشرات الكهنه والشمامسه وألوف من السعب وتقدم الموكب مندوباً عن السيد الرئيس حسنى مبارك اللواء أسامة عبد الجواد مدير امن الغربية فى ذلك الوقت والمهندس إبراهيم الذهبى مندوباً عن الدكتور يوسف والى أمين الحزب الوطنى ونائب رئيس الوزراء واللواء فوزى الزكى مندوبأ عن السيد اللواء زكى بدر وزير الداخلية فى ذلك الحين والسيد المستشار فكرى عبد الحميد محافظ الغربية فى ذلك الوقت ورؤساء الهيئات والمصالح وشيوخ المسلمين وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وألوف مؤلفة من الشعب الوفى الذى يحب أسقفه ويذكر محبته وخدماته . وفى تمام الساعة الرابعة وصل الموكب إلى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا ودخل الجسمان الطاهر إلى الكينسه فى صعوبة بالغة وتجمهر ضخم واقيمت صلوات التجنيز برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث وحضرها 22 أسقفاً وأكثر من 120 كاهناً والعديد من الشعب مسيحيين ومسلمين . وبعد أن ختمت الصلوات بكلمة العزاء من فم قداسة البابا المعظم زف الجسد الطاهر فى هيكل كاتدرائية مارجرجس ثم أودع فى مقبرة الآباء الأساقفة تحت المذبح إلى جوار أجساد الآباء الأساقفة السالفين . وكانت اللحظات الأخيرة فى الساعة السادسة مساء الخميس 5 / 11 / 1987 . وداعأ يا أبانا الأسقف العظيم إلى المجد سنظل نتنسم رائحتك الزكية فى أعمالك وسيرتك العظيمة الطاهرة فنتعزى بها وننظر إلى نهاية سيرتكالعطرة ونتمثل بإيمانكالعظيم . أذكرنا أمام عرش النعمة .
اخر جزء من حياة المتنيّح الأنبا يوأنس أسقف الغـربية