1) مسيحنا مسيح هدوء وإنكار للذات
في هدوء وسكون الليل الطويل المظلم وفي مزود المغارة التي ماكانت تلفت نظر أحد من الناس علي الإطلاق ولد النور وتجسدت النعمة, ولد المسيح ودخل عالمنا الأرضي في غير ضجيج أو أي مظاهر للاحتفالات الصاخبة.. أو مظاهرات شعواء أو زغاريد النساء.. دخل عالمنا كما يدخل ضوء الشمس ودفؤها إلي مخادعنا وأجسادنا فندرك النور والدفء ولا نسمع لهما صوت.. هدوء وإنكار للذات منقطع النظير.. جاءنا بطريقة علي النقيض تماما مما كان سائدا في ذاك الوقت من عادات وتقاليد خدام وكهنة الهيكل الذين كانوا قد أخذوا من الدين المظهر وتركوا الجوهر.
.. يعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم.. يرغبون المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولي في المجامع والولائم.. مت23, لو11.
في هذا الجو الصاخب المفعم بمظاهر الكبرياء والعظمة ولد مسيحنا الطاهر القدوس متجردا من كل مظاهر المجد الأرضي والغني المادي.
.. من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره(2 كو9 : 8 )
.. خرق القماش البالية لفتك, وفقر المغارة الباردة احتضنك, وفي مشوار حياتك كله علي الأرض لم تعرف طعم راحة الجسد.. ليس له أين يسند رأسه( لو9:58).. ونحن خدامك وكهنتك لبسنا أفخر الثياب المطرزة بالذهب.. واسترحنا ونمنا في أفخر القصور والقلالي.. يا مولود المغارة أجعل من عيد ميلادك هذا رجعة لنفوسنا إلي الحياة الهادئة والتواضع الإختياري.. اجعلنا نخدمك في هدوء وصمت كما هو مكتوب عنك:
هو ذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.( مت12:19,18).