موضوع: كمالة مزمور 49 - تفسير سفر المزامير الإثنين فبراير 22, 2016 10:12 pm
آية (5): "لماذا أخاف في أيام الشر عندما يحيط بي أثم متعقّبيّ."
النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار الأقوياء، المتكلين على قوتهم وثروتهم. ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من وجود خطية في حياتنا (رو5:2).
الآيات (7، : "الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر."
المرنم يرى عبث الاتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، وهنا نراه يقول وبالأولى فإن المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن يفدينا من الموت أو يبررنا أمام الله، أو يدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا فهو حمل الله. وبدمه وليس بذهب ولا فضة. والتوبة فقط هي ما تجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالًا لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. فكريمة هي فدية نفوسهم = نفس الإنسان عزيزة جدًا وكريمة ولا يساويها أي أموال وهي بالأكثر عزيزة عند الله الذي يحبه، وكل إنسان يتمني أن يجد من يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت فمن يموت لا يرجع ثانية = فغلقت إلى الدهر= أي من يموت يغلق على نفسه للأبد. ولكن كل أموال الأصحاب لن يفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم عليه كفادي للنفوس.
وكان الحل في المسيح الذي مات مرة ليقدم فداءً أبديًا للنفوس (عب25:9، 26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جدًا. وهذا الفداء عمل مرة واحدة ولن يتكرر وبه انتهت مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد.
آية (9): "حتى يحيا إلى الأبد فلا يرى القبر."
المسيح الفادي سيحيا إلى الأبد، وهو جالس الآن بعد أن تمم فداءه للبشر عن يمين الآب. ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت..... ولكن ما الذي يراه الإنسان الآن ويعانى منه؟