المتوحد:
هو إنسان ترك العالم بالكلية وكذلك بلده واقاربه وانتقل إلى الاديرة أو البرارى ، ليجلس فى الهدوء ، يعمل بيده ويقيت نفسه ويعبد اله ليلاً ونهارا.
عمل سيرته
( أ ) الجهاد
1 – الجدية :
+ الراهب الذى فى زمان الطاعة والخضوع يختار لنفسه الراحة والحرية ، فانه فى زمان الراحة الحقيقية ، بالعدل يبكى ويجوع ويشقى بالندامة.
الراهب الذى فى وقت الحصاد والفرح ، يملك عليه الندم والكآبة ، هو شاهد على ذاته فى اوان الزرع والخضوع والعمل ، لم يغضب نفسه على ان يصبر ويحتمل حدة البرد والجليد ليشق بالمحراث خطوطاً عميقة فى باب قلبه ويظهر فيها زرع خبز الحياة ، لذلك فهو يشقى بالجوع فى وقت الحصاد.
+ الراهب الذى يحارب قبالة الآلام ، يحفظ الوصايا لكى تقطع الآلام من القلب ولا تهدأ النعمة ، إذ تساعده خفية.
+ التاجر إذا أكمل واتم ما يخصه فانه يجتهد فى ان يمضى إلى منزلة ، والراهب بمقدار ما يعوزه من زمان العمل ، على ذلك الحد يحزن ان يفارق نفسه وإذا احس فى نفسه ، انه حصل على الوقت واخذ العربون ، فانه يشتاق إلى العالم الجديد.
2 - الحرص :
+ ان التاجر مادام فى البحر ، فالخوف منبث فى اعضائه ، لئلا تتعالى عليه الامواج فيغرق ويخيب امله من عمل ، والراهب مادام فى بحر هذا العالم ، فالخوف يستولى على سيرته لئلا تثبت عليه اذية فتهلك عمله منذ الشيبوبة حتى الشيخوخة.
3 – مراقبة الموت :
+ التاجر عينه نحو البر ، واراهب يرمق ساعة الموت.
ان السابح يغوص غائراً فى البحر ، إلى أن يجد اللؤلؤ ، والراهب الحكيم يسير فى الدنيا عارياً ، إلى ان يصادف فيها الحقانية التى هى يسوع المشيح ، وإذا ما وافاه ، فلن يقتن معه شيئاً من الموجودات.