ابونا ابراهيم البراوى

ابونا ابراهيم البراوى المقارى(الكوكب ابن الكوكب) ولد الطفل ابراهيم حوالى سنة 1860 فى قرية ابو جرج التابعة لمركز بنى مزار محافظة المنيا لأب يدعى حنا جرجس عبد المسيح خطير ,ومن العائلة من ذهب الى السودان واستقر بها ومنها من بقى هنا .
انجب حنا 5ابناء , الأول تادرس افندى حنا :وبعد تعليمه استقر فى القاهرة فى منطقة حارة السقايين وترك قرية ابو جرج , والثانى المعلم سليمان حنا الشهير بالمقدس سليمان من مواليد سنة 1846 ,بعد تعليمه ذهب الى قرية براوة الوقف التابعة لمركز اهناسيا محافظة بنى سويف وعمل رئيسا للصيارفة عن مركزى اهناسيا وسمسطا ,والثالثة اسمها مصطفية تزوجت مرجان ملطى بقرية ابو جرج , والرابعة اسمها حنونة تزوجت فى قرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا .
اما الخامس فهو ابراهيم الذى أصبح فيما بعد الراهب القمص ابراهيم البراوى المقارى , ومن الواضح ان أباهم حنا كان ثريا بالقدر الذى جعله يعلم ابناءه الثلاثة فى عصر كان التعليم فيه قاصرا على ابناء الأغنياء ويوفر لهم بعد ذلك معيشة كريمة .

الأنتقال الى براوة

تنيح ابواه قبل ان يتجاوز التاسعة من عمره تقريبا فكان عليه ان يختار أحد الأخويين ليعيش معه فاختار سليمان لتعلقه بتقواه من جانب , ولأن سليمان لم يكن قد انجب اطفال بعد وكان هو وزوجته قمر يعتبران ابراهيم ابنا لهما , وكان على سليمان ان يثقفه علميا وروحيا , وكان ذهابه الى قرية براوة حوالى سنة 1869م وكان محبوبا جدا من جميع أهالى قرية براوة.

المعلم سليمان فى براوة

لقد بارك الله المقدس سليمان فى براوة ,فكان يملك حوالى 40 فدانا أراضى زراعية بقرية دشطوط التابعة لمركز سمسطا ببنى سويف,بالأضافة الى ثروة كبيرة جدا .
مما يعكس على الوضع الاجتماعى لابراهيم اخيه الذى كان يعيش معه , الا ان الوضع الاجتماعى لسليمان لم يؤثر على علاقته بالله بل كان معروفا عنه انه رجل صلاة وتسبحة .

قداسته فى براوة

لقد خصص ابراهيم غرفة بالمنزل للعبادة والصلاة
ولقد شهد كثيرون ومنهم جيران غير مسيحيين ان هذه الغرفة كان يخرج مكنها بخور من ان لاخر فى الفترة التى كان المنزل مهجورا بعد رحيل المقدس سليمان

البتولية والوصية

الا ان الشاب ابراهيم خصص شيئل اخر اعظم من الغرفة وهو قلبه وعقله لله واحب البتولية واراد ان يعيشها دون ان يشعر به احد فلم يصوت بالبوق امامه كما يفعل المراءون , وهو يعلم ان هذا هو الباب الضيق والطريق الكرب
ولأنه كان يعتبر اخيه الاكبر بمثابة اب له , لم يشأ ان يتركه وزوجته فى براوة حيث لم يكن لهما اولاد انذاك , لذلك قرر ان يحيا مع الله فى صمت , حتى وصل عمره تقريبا 25 عام .

بداية العاصفة

لقد سبب عزوف ابراهيم عن الزواج مرارة عظيمة لسليمان اخيه ,لذلك فكر ان يزوجه من مريم اخت قمر زوجته وبذلك يضمن ان ابراهيم يظل معه فى المنزل , لئلا يتزوج بأخرى تفرقه عن اخيه وبيت اخيه , ولما وجدت الفكرة استحسانا من المقدس سليمان وزوجته فاتح اخاه ابراهيم فى الموضوع الا ان ابراهيم رفض.

نيران الغضب

رفض ابراهيم الزواج من اخت زوجة اخيه اشعل نيران الغضب فى قلب اخيه وجعل سليمان يسأله عن السبب الحقيقى وراء ذلك , فأفصح له ابراهيم عن نواياه لتكريس حياته كلها للسيد المسيح وان الرهبنة طريقه , مما جعل سليمان يستشيط غضبا لان طريق الرهبنة سوف يحطم كل احلام سليمان التى بناها فعزم على ان يثنيه عن ذلك قائلا له ان الرهبنة هى طريق الفقراء والمحتاجين الذين ليس لهم عائل ولا عمل , هؤلاء يهربون الى البرية ليختبئوا بها ويعيشوا فيها ( وهذا طبعا غير صحيح ) وعار عليه ان يذهب اخيه ويترهب .
ولكن امام اصرار ابراهيم قام المقدس سليمان عليه وضربه بالحذاء كنوع من انواع العقاب .

سياسة الامر الواقع

قرر المقدس سليمان ان يحارب فكرة الرهبنة بسياسة الامر الواقع فذهب وخطب له اخت زوجته رغما عنه
لكن الخطوبه لم تثنى ابراهيم عن عزمه بل ظل مصرا على رأيه وواصل الصلوات والميطانيات والتضرعات ولكن كيف للشيطان ان يهدأ وهو يرى كل هذا الجهاد من القديس لذلك ساعد المقدس سليمان فى اتخاذ اهم قرار وهو زواج ابراهيم هو الحل
فذهب الى اهل العروس وحدد معهم موعد الزفاف وكذلك ذهب الى الكنيسة وحدد مع الكاهن موعد الاكليل حتى لا يكون امام ابراهيم فرصة للتراجع , واخبر ابراهيم بموعد زواجه .

الهروب الى الله

احسبوه كل فرح يا اخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا يع 1 :2

لم يعد امام ابراهيم سوى الهروب لقد ترك العالم بكل مجده وراء ظهره كما فعل كوكب البرية الانبا انطونيوس , خرج وهو لا يعلم الى اين يذهب ولم يكن الهروب انذاك سهلا
عانى الكثير فى الهروب سيرا على الاقدام مثلما عنت الملكة المحبوبة انا سيمن وكانت اول وجهة له هى دير السيدة العذراء بأسيوط دير المحرق
وكانت المسافة بينه وبين بلدته براوة تذيد عن 200 كيلو متر ومع ذلك خاف ان يعثر عليه اهله هناك فقرر ان يذهب الى برية شيهيت

طالب رهبنة فى دير ابو مقار

لقد كانت هناك علاقة حب منذ الصغر بين القديس والقديس ابو مقار مثل علاقة الحب التى رطت بين مارمينا والبابا كيرلس لذلك قرر ان يتجه رأسا الى دير ابو مقار الذى كان يدعوه ابوه ويقول : انا ابن ابو مقار على سن ورمح
لم يكن لشكله وملابسه الغالية الثمن ان يشجع الرهبان على اتخاذ قرار مثل هذا حيث كانت الحياة بالير وقتذاك صعبة لا يمادكن ان يتحملها الا من مات حقا عن العالم وحمل الصليب بكل معانيه وراء المسيح فى البرية
لذلك تسأل الرهبان كثيرا عن هويته وأصله والاسباب التى دفعته لاتخاذ قرر كثير مثل هذا
الا انه اوضح لهم بواطن الامور وحكى لهم حكايته فى بيت اخيه وهروبه من الزواج
فقال له الرهبان سوف نصالحك على اخيك وننصحه بال يرغمك على الزواج ويتركك لتتزوج الفتاة التى تحبها
فقال لهم انا لا اريد الزواج انا احب هذا المكان واريد لن اكون ابنا لابو مقار وان احمل الصليب بارادتى مع المسيح

فقال له الرهبان لعلك هربت من اعباء الحياة فى العالم فقال لهم انه هارب من جد العالم وغناه فقالوا له اعطنا اعنوانك فى العالم واسم اخيك حتى نرسل له ونتاكد قبل ان نرهبك فأعطاهم ما ارادو

براوة تبحث عن ابراهيم

بعد هروبه من براوة طار عقل اخيه واخذ هو جميع اهل البلدة الذين كانوا يحبوه من كل قلوبهم ان يبحثوا عنه فى كل مكان لاكثر من شهرين مما جعل المقدس سليمان اشفاقا على اهل القرية يطلب منهم ان يكفوا عن البحث تاركا الامر بيد الله
الى ان ارسل له رهبان دير ابو مقار رسالة تفيد بان اخيه ابراهيم موجود عندهم بالدير

لقاء الاخوان

ذهب على الفور المقدس سليمان للدير راجيا ان يستعطف اخيه ويقنعه بالعوده معه مرة اخرى واعدا بانه سوف يزوجه بالفتاة التى يختارها هو دون ان يرغمه على واحدة بعينها فقال له ابراهيم
كيف لى بعد ان وضعت يدى على محراث الحياة مع الله اعود وانظر الى الوراء واضيع نصيبى فى الملكوت
فقال له المقدس سليمان الان ياأخى بعد ان اصبحت ابنا لابو مقار تغضب على لانى ضربتك وأهنتك واردت ان ارغمك على الزواج وانت تعلم ان كل هذا كان بدافع حبى لك ورغبة منى فى ان تبقى بجوارى , فصل من اجلى حتى يباركنى الله ويعطينى النسل الصالح ويعيننى على الحياة ولا يكون ما فعلته معك سببا فى غضب الله على .
فصلى له ابراهيم وطمأنه قائلا له : لا تخف سوف يباركك الله ببركات سماوية كثيرة وأما عن ضربك لى فثق انه من تلك الساعة التى خرجت فيها من براوة متجها الى الدير قد نسيت كل الاشياء وطرحتها وراء ظهرى
وثق ياأخى انى لن اتركك كما تظن بل كل عام سوف اتى لأزورك فى براوة لكى أطمئن عليك .
فعاد سليمان الى براوة مطمئنا على اخيه انه اصبح ابنا لابو مقار , واما الرهبان فقد اطمئنوا من جهة ابراهيم وتأكدوا انه بالحقيقة رجل غنى قد ترك غنى العالم من اجل غنى المسيح مثل اسلافه العظماء مكسيموس ودوماديوس وأرسانيوس والملكة انا سيمون وايلاريا وغيرهم ممن باعوا غنى العالم وشهواته من اجل عظم محبتهم للملك المسيح

بركات الله وعدله

بعد ان بارك ابونا ابراهيم اخيه بدات تظهر بركات الله وعدله ايضا على المقدس سليمان , لقد اعطاه الله مريم سنة1887م وديمترى سنة 1889م الذى كان محبوبا جدا الى قلب عمه القمص ابراهيم وله دالة عليه ولم يتوقف العطاء عند ذلك ولكن رزقه اله ب5اطفال اخرين .

الراهب ابراهيم البراوى

بعد ان اطمأن الرهبان من صدق نية ابراهيم وعرفوا اصله وهويته قاموا برهبنته بأسم (الراهب ابراهيم حنا البراوى المقارى )

الكهنوت والخدمة

رسم ابونا ابراهيم قسا ثم قمصا لما ظهر فيه من طهارة وبر وعرف عنه انه كان يخرج الى الكنائس الفقيرة ويصلى فيها ويترك فيها مبلغ من المال فى الهيكل ومع الوقت عرف عنه هذا الامر

ثقة البابا كيرلس الخامس فى ابونا ابراهيم

كان البابا يدعو ابونا ابراهيم بالمبروك واختاره ليخدم مذبح الأمير تادرس الشطبى للراهبات بحارة الروم بمصر القديمة , وكانت الراهبات تحبه جدا وقد كان لهن الأب المرشد الروحى .

بركة وشفاعة ابونا ابراهيم المقارى الكوكب ابن الكوكب تكون معنا وتحفظنا جميعا امين
فى اسم يسوع المسيح

» ابونا ابراهيم البراوى
» ابونا اثناسيوس ابراهيم
» تمجيد ابونا يسي
» ابونا بطرس بانوب
» ابونا فيلمون المقاري