37 – رفض المشيئة:
+ لا تكن معاندا أو متمسكا بكلمتك لئلا يسكنك الشر ، فان طالبك الإخوة بامر لا تهواه فارفض مشيئة نفسك وتمم ما يقولونه لك لئلا تحزنهم فتفقدوا السلام فيما بينكم.
+ إذا كنت ساكناً مع أخ وسألك قائلا: " اطبخ لنا شيئا " فاساله عما يجب فان ترك لك حرية الاختيار فمهما وجدته موافقا له اطبخه بخوف الله. وكل عمل تعملانه اشتركا فيه ولا يطلب احدكم راحة جسده لئلا يضطرب فكر أخيه.
+ من قطع هواه من أجل أخيه لمرضاة الله فقد أنبأ نفسه انه قد اقتنى الفضائل ، اما الذى يرضى هواه فقد اظهر انه غير خائف من الله.
+ ان أنت قطعت هواك بمعرفة اقتنيت لنفسك التواضع ، اما الذى يريد ان يتمم هواه فذاك بعدم الصلاح كله ، فلتقطع اهوية قلوبنا ولنلتمس مشيئة الله ويتمهها.
+ فلنهرب من اللجاجة ( العناد والمجادلة ) فانها تهدم كل بنيان الفضيلة وتصير النفس مظلمة لا تبصر شيئا من الصلاح فتحفظ من هذا الوجع ( هذه الرذيلة ) الردئ الذى إذا اكتنف اى صلاح اعدمه ، لان ربنا ما ان طلع على الصليب حتى طوح يوداس ( يهوذا ) من وسط تلاميذه ، فان لم يقطع الإنسان هذا الوجع الردئ ( اللجاجة ) فلن يستطيع ان يدرك شيئا من أمور الله لان كل شر فى الدنيا يلحق صاحب هذا الوجع .. وهذا الوجع هو نتيجة الكبرياء ، لان المتكبر لا يقدر ان يتحمل شيئاً من الموعظة وهو محب لمجد الناس والغلبة ويسكن فى نفسه كل أمر يبغضه الله ، لان المتكبر لا يقدر ان يكون بغير عثرة ، وهو يسلم نفسه بنفسه إلى ايدى اعدائه .. وحينئذ يصنعون لها شروراً كثيرة.
57 – قبول الغير:
+ إذا وجه إليك إنسان كلمة قاسية ، فلا تشمئز أو يستكبر قلبك ولكن بادر واصنع مطانية ولا تلمه فى قلبك ، والا فالغضب يثور عليك.
+ إذا افترى احد عليك بشئ لم تصنعه فلا تجزع ولا تغضب، بل اتضع لصنع له مطانية ، وسواء كنت قد فعلت ام لم تفعل ففى كلتا الحالتين قل: " اغفر لى فلن أعود لمثله مرة أخرى ".
+ لنتحمل تعبير اخوتنا إذا هم رذولنا لنخلص من العظمة.