الأساس :
وصف القديس برصنوفيوس السلوك الرهباني في كلمات مختصرة فقال :
1- العمل الداخلي هو :
وجع القلب ( أي المناجاة القلبية بمسكنة وماأومة )
وهذا يجلب الطهارة .
والطهارة تلد سكوت القلب الحقاني .
وهذا السكوت يلد التواضع .
والتواضع يصير الإنسان مسكنا لله . وهذه السكني تطرد الأعداء الأشرار ، مع كافة الأوجاع الرديئة ، وتحطم الشيطان رئيسها ، فيصير الإنسان هيكلا لله طاهرا مقدسا مستنيرا فرحا ممتلئا من كل رائحة طيبة وصلاح وسرور ، ويصبح الإنسان لابسا لله ، نعم ويصير الها ، لأنه الها ، لأنه قال : أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي تدعون . وحينئذ تتفتح عينا قلبه ، وينظر النور الحقاني ، ويفهم أن يقول : اني بالنعمة تخلصت بالرب يسوع المسيح .
الطاعة :
والذي يريد أن يرضي الله ، فليقطع هواه لأخيه ومعلمه ، لأنه إذا فعل ذلك فهو يجد نياحا بالرب .
مشارب :
سئل القديس أنطونيوس ما هو العمل الجيد فأجاب وقال : أن الأعمال الجيدة كثيرة لأن الكتاب يقول : أن ابراهيم كان مضيفا للغرباء وكان الله معه ، وايليا كان يؤثر سكني البرية والوحدة وكان الله معه ، وداود كان متضعا ووديعا وكان الله معه ، ويوسف كان حليما عفيفا وكان الله معه ، فالذي يحبه قلبك من كل هذا اعمله من اجل الله واحفظ قلبك . وإذا قاتلتك أفكار كثيرة فقاتل أنت رأسها فان هزمته انهزم باقيها .
وقال أيضا : الذي يطرق سبيكة من الحديد يسبق أولا فيمثل في فكره ما هو عتيد ان يفعله ، أما منجلا أو سكينا أو فأسا ، وهكذا بسبيلنا نحن أيضاً ان نفكر في كل شيء نبدأ العمل فيه لئلا يكون عملنا باطلا .