( ب ) جمع العقل
+ قال القديس يوحنا القصير :
- أن فكر الانسان آنية لله وله الاستطاعة ان يقطعه كي يمكنه أن يجلس في القلاية ، أما أن جعله الانسان وعاء لحديث العالم فلن يستطيع أن يجلس في القلاية .
- اذا مشيت لا تدع عقلك يدور ولكن متجمعا قدامك .
- لتكن نفسك متيقظة لخدمة الله وليكن عقلك متجمعا عند ربك .
+ سئلت القديسة ثيئودورا :
-كيف يمكن للانسان أن يقبل حديث العلمانيين وأن يكون عقله مع الله فقط كما كتب ؟
فقالت : يشبه هذا انسانا جالسا علي مائدة وعليها أطعمة كثيرة ، فأن أكل منها بشهوة ورغبة أثم ، وأن لم ياكل منها بشهوة ورغبة فليس عليه ذنب فيما يأكله . وهكذا كلام العلمانيين اذا سمعته ويكون قلبك معك ، ولا تسمعه بلذة فما يضرك شيء .
+ سئل شيخ :
" كيف ينبغي للمتوحد أن يسكن في قلايته ؟ " .
فقال الشيخ :
" ليكن له عدم اهتمام بذكر انسان أصلا ، ويحفظ عقله من الطياشة ، كما يذكر الله دائما " .
+ وقالت القديسة سفرنيكي :
" قد يمكن أن يكون الانسان مع كثيرين وهو منفرد بالضمير والهمة والنية وقد يكون الانسان وحده وهو منصرف بالذهن مع الكثيرين " .
+ قال الأب أوغاريتوس :
" اذا كنت جالسا في قلايتك فاجمع عقلك ، واذكر يوم خروجك من الدنيا وتفطن في موتك ، وتفهم التجرية التي تحل بك ، والزم التعب لترضي الله واحتقر أمور هذا العالم الباطل ، ليمكنك أن تكون في الصمت دائماً ، ولا تضعف . وأذكر أيضاً يوم القيامة ولقاء الله ، وذلك الحكم المفزع ، وما ينال الخطاة من الخزي أمام الملائكة والقوات وجميع الخلائق ، واذكر الجحيم ، وفكر في الأنفس التي تصير فيه ، وأي مرارة هناك ، وأي فزع وضيق يقاسيه الخطاة ، بلا منفعة من ذلك البكاء النفساني الذي ليس له انقضاء ، والعذاب الدائم في النار التي لا تطفأ ، والدود الذي لا ينام ، والظلمة القصوي وصرير الانسان ، واذكر أيضاً الخيرات المعدة للقديسين ، والفرح الدائم في ملكوت السموات ، والنعيم الأبدي ، وكن دائما متذكرا الفريقين ، اما علي الخطاة فابك ونح ،وجاهد الا تصير الي ما صاروا اليه ، وافرح بما أعد للصديقين ، وأحسد سيرتهم وأعد نفسك لتدرك ما ادركوه ، انظر ، لا تنس لك ، اذا كنت داخل قلايتك أو خارجها ، لكيما تقاتل الأمراض الردية بهذه الذكريات العتيدة " .