+ مرة قال القديس يوحنا القصير للأخوة :
" من باع يوسف ؟ " فقالوا له : " أخوته " فقال : ليس أخوته ولكن اتضاعه هو الذي باعه . لأنه كان قادرا أن يقول للذي اشتراه أنه أخوهم لكنه سكت وباتضاع بيع ، وبذلك الاتضاع صار مدبر ملك مصر .
+ وقال أيضا:
يجب قبل كل شيء أن نقوم بالتواضع لن هذه الوصية هي الأولي ، التي قال ربنا عنها : ( طوبي للمساكين بالروح فأن لهم ملكوت السموات ) لأن آباءنا اذ كانوا يفرحون بشتائم كثيرة ، دخلوا الي ملكوت السموات .
الاتضاع وخوف الله هما أعظم جميع الفضائل .
+ سأل أخ الأب سيصوي قائلا :
" اذا مشينا في طريق ، ضل مهدينا فهل ينبغي أن ننبهه ؟ " فقال له الشيخ : " لا "
قال الأخ :
" هل نتركه أذن يضلنا ؟ " .
فأجابه الشيخ :
" وماذا نعمل اذن ، أنأخذ عصا ونضربه ؟ أني أعرف أخوة كانوا قد ضلوا ، فجاهد كل واحد منهم ألا يتكلم ، فلما أضاء النهار ، علم مرشدهم بانه قد ضل الطريق ، فقال : " أغفروا لي قد ضللت الطريق ، فقالوا له كلهم : " لقد علمنا ، ولكننا سكتنا " ، فلما سمع ذلك تعجب ، وقال : " أن أخوتنا تمسكوا حتي الموت علي الا يتكلموا " وسبح الله ، وقد كانت مسافة الطريق التي مشوها 12 ميلا .
+ وحدث لما كان القديس أورانيوس مبتدئا ، أنه مضي الي أحد الشيوخ وطلب منه طلمة فأجابه الشيخ : " أن آثرت الخلاص ، فاذا اتفق وجودك عند انسان فلا تبتديء أنت بالكلام من قبل أن تسأل " . وإذ أدرك معني الكلام ، ندم وصنع مطانية للشيخ وقال :
" لقد درست كتبا كثيرة ، ولكن مثل هذا الأدب لم أعرف بعد " وانطلق بسلام منتفعا .
+ ثلاثة شيوخ كانت لهم عادة في كل سنة أن يمضوا الي الأنبا انطونيوس فكان أثنان منهم يسألونه عن الأفكار وعن خلاص نفسيهما . أما الثالث فلم يسأله زمانه كله عن شيء البتة . وبعد زمان طويل قال له الطوباوي : هذا الزمان كله تجيء عندي وما سألتني عن شيء . أما هو فقال له : يكفيني نظري اليك يا أبي .