( ب ) لنوم أنفسنا
+ قال القديس باسيليوس :
" عاتب نفسك فهذا أفضل من أن نلوم ذواتنا ، ورجعنا باللائمة علي القريب منا ، واصبح كل واحد منا يحرص ويجتهد في أن يرجع السبب علي أخيه في كل امر ويطرح ثقله علي قريبه . كما صار كل واحد منا متهاونا ، وفي نفس الوقت نطالب بحفظ الوصايا ، مع اننا لا نحفظ شيئا منها " .
+ حدث في أحد الأيام :
أن جاء شيخ أخوان غاصبان علي بعضهما وشكا اليه الأكبر منهما قائلا : " أني اذا أمرت أخي بعمل شيء ، فأن أمري هذا يحزنه ، كما أني أحزن كذلك مفتكرا أنه لو كان كاملا في محبته لي لكان يقبل ما أقوله بفرح " . أما الأصغر.
فقال :
" يا ليته يكلمني بحسب مشيئة الله ، لكنه يأمرني بسلطة حسب مشيئته ، ولذلك لا يوافقني قلبي علي طاعته بحسب ما أوصي به الآباء " .
فقال الشيخ :
" يعلم الله اني متحير كيف أن الاثنين يلوم كل منهما الآخر ، كما يحزنان دون أنم يلومهما أحد، فعوض أن يرجع الواحد منهما باللائمة علي نفسه.
ويقول :
" حقا أني بسلطة أكلم أخي ولذلك يحزن " نراه بالعكس يقول : " أنه لم يكن كاملا في محبته لي " . كذلك الاخر فعوض أن يقول : أن أخي يكلمني بحسب مشيئة الله لمنفعتي " نراه بالعكس أيضا يقول : " أنه يأمرني بسلطة حسب مشيئته " وهكذا بقي الاثنان حزينين بدون وجه حق ، وذلك لأننا نستعمل أقوال آبائنا باعوجاج حسب نياتنا الخبيثة ، فكل واحد منا يلقي الذنب علي رفيقه ، ولذلك لا ننجح ولا نفلح " .
+ قصد راهبان أحد الشيوخ .
وكان أحدهما شيخا والآخر شاباً ، فشكي الأكبر من الأصغر ، فنظر الشيخ الي الشاب متأملا .
وقال له :
" أصحيح ما قاله عنك ؟ "
فقال:
" نعم يا أبانا لأني أحزنته ثم فكر الشاب في قلبه وندم علي ما قاله ، وقال : " لست أنا بل هو الذي أحزنني الا اني جعلت اللائمة علي نفسي بكلامي " ، وتوقف ولم يقدر أن يجيب بشيء آخر ، وأن الشيخ صاح بصوته ، فقالوا له :" لماذا صحت يا أبانا ؟ " فأجاب ك " بأنه عند دخول هذهين الراهبين عندي رأيت شيطانا واقفا وبيده قوس ونشاب ،وكان ينشب نحوهما ، وما كانت النشابة تصيب سوي ثيابهما ، فلما تذمر الشاب ، أرسل الشيطان النشاب نحوه فكادت تقتله ، من أجل ذلك كان صراخي هذا عليه كيلا يقتله : ، ثم أن الأخوين سألا من الشيخ شفاء العارض .
فقال لهما الشيخ :
" متي وقعت بينكما خصومة فتذكرا الشيطان ، فكيف تاثير الخطية عنكما " فعاد وفعلا ذلك وشفيا .