+ قال الأب زوسيما :
اتفق اني كنت مع آخر سالكين مع علمانيين في طريق نابلي ، فوصلنا الي موضع تجبي فيه ضريبة ، فالعلمانيون لمعرفتهم الأمر أعطوا ما وجب عليهم من الضريبة ، وأما الأخ الذي كان معي فأخذ في المقاومة قائلا : أتتجاسرون علي أن تأخذوا خراجا من رهبان ؟ . فلما سمعته يقول هكذا ، قلت له : ما هذا الكلام الذي تقوله يا أخي . كأنك تريد أن تطالبهم بأكرامك أكرام قديس أن شاءوا وان ابوا ؟ فيتليتهم كانوا قد أبصروا ما توقعوه من حسن أجابتك وتواضعك ، فكانوا يخجلون أغفر لنا ، فأعطهم اذن الجزية كتلميذ وديع للاله الوديع الذي تمسكن ودفع الدرهمين ، ثم اعبر بسلام .
( د ) الراهب والمحاكم
+ من ( الديارنس ) :
الذي قد نال وقارا بمعرفة مقدسة وذاق الحلاوة الالهية ، لا يجب له أن يحاكم قط ولا يقيم دعاوي أو يجذب الي مجلس حكم بالجملة ، حتي ولو سلبه سالب ملابسه ، لأن عدالة السلاطين في هذا الدهر ليست شيئا بالمرة بالنسبة الي عدالة الله ، والا فأي فارق اذن بين أولاد الله هذا الدهر ؟ واليك ما فعله سيدنا المسيح فأنه لما شتموه لم يشتم هو عوضا ، ولما ألموه لم يهدد ، ولما نزعوا ثيابه لم يتكلم ، ويتوجع لأجل خلاصنا ، وما هو اعظم من ذلك كله ، أنه سأل الآب الغفران لفاعلي المكروه به .
( هـ ) الراهب واللصوص
+ قيل عن شيخ :
انه في وقت أتاه اللصوص وقالوا له : جئنا لنأخذ جميع ما في قلايتك .
فقال لهم :
خذوا ما شئتم أيها الأولاد . فلما اخذوا جميع ما وجدوه مضوا ونسيوا مخلاة كانت مستورة بخوص ، فلما نظرها الشيخ أخذها وخرج مسرعا وراءهم وهو يصبح : يا بني ، خذوا ما قد نسيتم . فلما رأوا ذلك منه عجبوا من دعته وسلامة قلبه ، وردوا كل ما أخذوه الي قلايته ، وقال بعضهم لبعض : بحق أن هذا رجل الله . وكان ذلك سبب توبتهم وتركهم ما كانوا عليه من اللصوصية .
+ نهب انسان مال أحد الحكماء فلم يغضب عليه ، فقيل له : لماذا لم تغضب علي الذي نهب مالك ؟ . فقال اني شبهته بالموت لأن الموت ينتزع كل انسان منماله ولا يغضب عليه أحد .