كل إنسان سائر فى طريق الحياة، يرى أن أشياء معينة تدفع مسيرته، وتحدد له كيف يسلك... فما هى هذه الدوافع التى تقوده؟ إنها تختلف من شخص إلى آخر. نذكر من بينها:
1- هناك إنسان يقوده فكره فى التمييز بين الخير والشر
يقوده فهمه الخاص. فما يراه حقاً، هو الحق بالنسبة اليه. وما يراه باطلاً، فهو الباطل بالنسبة اليه: وفهم هذا الانسان ليس مضموناً. هل هو ناضج أم متعثر؟ ويقول الحكيم "توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت".
حقاً، ما أصعب أن يركن الانسان إلى فكره ليقوده، وبخاصة لو كان من المبتدئين، وإن كانت الأمور التى أمامه تحتاج إلى عمق فى الفحص، وإلى خبرة...
****
2- هناك إنسان آخر تقوده رغباته وشهواته:
فهو يسعى لتحقيقها، ويرى أن له كل الحق فى ذلك. بينما ليس لديه وقت ليفحص هذه الرغبات، وهل هى سليمة أم مخطئة. وإن فكرّ فى ذلك، يجد فكره مؤيداً لرغباته! وكما نقول دائماً "إن الفكر كثيراً ما يكون خادماً مطيعاً لرغبات النفس"!
****
3- إنسان ثالث يقوده مرشد روحى:
ومن اللازم أن يكون هذا المرشد خبيراً، وسليم الفكر، غير متحيز لإتجاه معين. وإلا انطبق المثل القائل "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان فى حفرة". لأنه إن ضل هذا المرشد، يضل كل من يتبعه... والله – تبارك اسمه – لا يقصد أن الطاعة له تتحول إلى اى إنسان أياً كان، حتى إن كان أحد الوالدين. ذلك لأنه "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس"... فلا نعصم المرشدين، إنما نُحكمّ الضمير...
****
4- هناك أشخاص آخرون تقودهم الأحلام أو الرؤى:
فليست كل الأحلام والرؤى من الله. لذلك ينبغى على كل انسان أن يكون لديه الإفراز الكافى، الذى يدرك به هل الأحلام التى رآها هى من الله، أم من الشيطان، أم من العقل الباطن، أم من أمور مترسبة فى نفسه نتيجة لقراءات أو سماعات أو مناظر أو قصص أو رغبات كامنة فى نفسه، تحولت إلى أحلام؟؟!
إن الشيطان، إذا تيقن أن اشخاصاً يؤمنون بالأحلام، ما أسهل عليه أن يقودهم بأحلام مضللة من عنده...
****
5- هناك أشخاص آخرون تقودهم الكتب، ووسائل النشر والإعلام:
فالفكر الذى يقرأونه فى كتاب ما، أو فى جريدة أو مجلة مشهورة، ما أسهل عليهم أن يعتنقوا هذا الفكر، وربما يتحمسون له ويرددونه بلا تفكير، وكأنما قد صاروا مجرد صدى لما قرأوه..!
على أن الانسان الحكيم لا يضمن كل ما ورد فى كتب، أياً كانت شهرة الكاتب! بل يقرأ بعقل وتمييز، ويحترس من بعض الأفكار الجديدة التى تخالف بعض الثوابت التى تسلمها من قبل. بل يفحص ويسترشد، ويرفض ما يجب رفضه...
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب