من النفوس غير المريحة - النفوس النكدية. التي تتصف بالنكد :
هناك أشخاص - وبخاصة في المجال العائلي - يظنون أنهم يحاولون حل مشاكلهم عن طريق النكد. فبدلا من التفكير العملي العاقل في تناول المشكلة وكيفية التصرف فيها. تبدأ الكآبة والبكاء والشكوي الدائمة. والحزن. والتذمر. وترداد الحكايات عما حدث وما يمكن أن يحدث.. مما يسبب الانهيار والحيرة!!
ولهذا فإن بعض أفراد الأسرة الذين يبحثون عن سلامهم القلبي. يضطرون الي الهرب من البيت. واذا استمر جو النكد بين الزوجين. قد ينتهي بهما الأمر الي محاكم الأحوال الشخصية. وربما إلي الانفصال أو الطلاق. إذ يشعر الواحد منهما أنه يتعامل مع نفسية غير مريحة.
***
ومن صفات بعض النفوس غير المريحة: كثرة التحقيقات:
بحيث يشعر الشخص أنه محاصر بجو من الأسئلة تضيّق الخناق عليه. لتعرف تفاصيل التفاصيل: ماذا فعلت ؟ وأين كنت؟ ومن قابلت؟ ومتي؟ وما موضوع الحديث؟ وماذا قلت؟ وماذا قيل لك؟ وما ردود الفعل؟ وما النتيجة؟؟..
ومهما بدا أنه تضايق من هذه التحقيقات. تظل الأسئلة تلاحقه بغير هواده. وبغير مراعاة لنفسيته وإحساساته. إنها أسئلة متطفلة صادرة من نفس غير مريحة. وربما لا تكون لها صفة تسمح لها بكل هذا التحقيق. ويكون الحل الحاسم هو الهروب من أمثال هؤلاء الأشخاص.
ولعل هذا النوع من الناس له شبيه آخر. فما هو؟
***
ومن النفوس غير المريحة. من تتدخل في خصوصيات الغير:
كل انسان له خصوصياته Privacies يجب أن يحتفظ بها. ولا يشاء أن يكشفها لكل أحد. ويجب أن يحترمها الآخرون..
لهذا نجد في كثير من البلاد الغربية: اذا وصل خطاب لإبن في البيت. لا يستطيع الأب أو الأم أن يفتحه. وكذلك إن وصل خطاب إلي الزوجة. لا يفتحه الزوج. وإنما بالحب الذي بين أفراد الأسرة. يكشف صاحب الخطاب ما جاء فيه. أو بعضا مما جاء فيه لأسرته. دون أن يطالبوه بذلك..
ولكن المتعب أن بعضاً من المعارف يتدخلون في خصوصيات من يعرفونه بطريقة يريدون بها أن يعرفوا كل شئ عنه. سواء في حياته الخاصة. أو حياته العملية. أو حياته العائلية. كما لو كانوا يترصدون حركاته. أو يرسلون من يتتبع أخباره ويقولها لهم. إنهم يتطفلون علي حياته وخصوصياته بطريقة متعبة!
وإن لم يخبرهم بأسراره. يتهمونه بعدم الحب. وبعدم الإخلاص في صداقته. ويسألونه: ماهذا الشئ الذي تكتمه عنا؟ وإن كان يمثل خطرا أو خطأ في حياتك. قل لنا ونحن نقف الي جوارك!
***
ومن صفات النفوس المتعبة أيضاً. الشك:
فهناك نفوس من طبعها الشك. أناس يشكون في صدق غيرهم. وفي محبته. ويشكون في أقواله وفي أخباره. بل يشكون أيضا في سلوكه. ويبدو الشك في طريقة كلامهم. وفي لهجة صوتهم. وفي نظراتهم. وفي نوع أسئلتهم..
وليس أحد يقبل أن يكون موضع شك. معتبرا ذلك ضد كرامته. لذلك فإنه يتحاشي هؤلاء الذين يتعبونه بشكّهم.. ويود أن يتعامل فقط مع الذين يقابلونه بروح الثقة والاحترام. فإن الثقة تولد ثقة متبادلة. والاحترام يولد احتراماً. وكل إنسان يستريح الي الذي يثق به..
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب