أيضا من صفات النفوس غير المريحة: الإلحاح والملاججة:
هناك أشخاص في كل مايريدون. يستخدمون اسلوب الإلحاح والضغط في الطلب. فإن أرادوا شيئا من أحد. يلحون عليه بطريقة متواصلة متتابعة. في كل يوم. وربما مرات في اليوم الواحد. ولا يعطونه فرصة للتفكير أو للتدبير. ولا يعطونه مجالا للاعتذار. وربما يكون ما يطلبونه فوق طاقته. أو لا يريح ضميره.. ومع ذلك يتوالي إلحاحهم وضغطهم بطريقة متعبة. ربما تجعل من يلحون عليه يهرب من لقائهم بكافة الطرق..
وربما يكون إلحاحهم في معرفة بعض أسراره أو أسرار غيره!
***
ومن صفات النفوس غير المريحة أيضاً: فرض الرأي:
وفي هذا ضغط علي الفكر. وضغط علي الإرادة وعلي التصرف ومحاولة من هؤلاء أن يسير غيرهم في تيارهم الفكري أو السلوكي. علي الرغم منه! مما يشكل ضغطا علي حريته الشخصية بشئ من السيطرة يتعذر عليه قبولها..
وقد يحدث فرض الرأي من أحد الأبوين أو من كليهما. في موضوع زواج ابنتهما بشخص لا تحبه أو لا تستريح للحياة معه عمرها كله! مما يتسبب عنه تعاسة أو فشل في حياتها الزوجية ومع ذلك يظل الضغط مستمراً. إما بمحاولة الإقناع والترغيب. أو بالانتهار والتوبيخ. علي اعتبار أن الابنة لا تعرف تماما ما هو الخير لها. أو أنها غير مطيعة وغير محترمة لحكمة أبيها وخبرة أمها. أو فرض الرأي عن طريق مرض الأب أو الأم. نتيجة لعدم موافقة الابنة علي المتقدم لخطبتها..!
هناك ألوان كثيرة من فرض الرأي في محيط الأسرة. وفي محيط العمل. والكل يتصف بحب السيطرة. وعدم احترام حرية أو فكر الطرف الآخر. وهي أمور متعبة.
***
ومن الصفات الأخري للنفوس غير المريحة : كثرة الجدل
هذا النوع من الناس. لا يمرّ عليه أي أمر من الأمور سهلاً. مهما كان بسيطاً! كل فكر وكل تصرف يتخذه موضوعاً للجدل. وربما يستغرق في ذلك وقتا طويلا. كما أنه يرهق أعصاب من يجادله. ويضيع وقته..
وقد يعلو صوته في الكلام. ويتكلم بسرعة وبعصبية. ولا يعطي لسامعه فرصة للرد. بقدر ما يقاطعه في أثناء الحديث. وهدفه كله أن يبدو منتصرا في المناقشة!
مثل هذا الشخص الذي تبدو مجادلته نابعة من نفس غير مريحة: لا يحاول أحد أن يفتح معه موضوعاً أو يبدي له رأيا. لأنه اذا فعل ذلك. لا يخلص أبدا من جداله ومن مناقشاته العقيمة. بل قد يلجأ معه إلي بعض العبارات التقفيلية التي يحاول بها أن يضع حدا للجدل. كما يلجأ أيضا الي الإجابات المختصرة التي تشعره بأن محدثه زاهد في استكمال الحديث..
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب