5- والقيامة لازمة لتعطي تعويضاً للمحتاجين إليه:
نعطي مثالاً لهذا. كل ذوي العاهات علي الأرض: فالعمي مثلا الذين عاشوا حياتهم علي الأرض لا يبصرون شيئاً. هؤلاء ينالون تعويضاً في القيامة فيبصرون. ويعوّضهم الله في الحياة الأخري عما فقدوه علي الأرض.
ونفس الكلام نقوله أيضاً عن الصم والبكم. وعن كل الذين فقدوا حاسة معينة. أو عضواً من أعضاء الجسد.. ونقول ذلك أيضا عن المشوّهين. والذين لم يكن لهم حظ من الجمال.. كل أولئك. القيامة ضرورة لهم لتعويضهم.
***
6- القيامة أيضاً لازمة لتقدم لنا الحياة المثالية التي فقدناها هنا علي الأرض:
تقدم لنا صورة الإنسان المثالي الذي بلا خطية. بل لا يعرف مجرد فكر الخطيئة. وحياته براءة كاملة وبساطة ونقاء..
كذلك تقدم لنا خبرة العشرة الطيبة مع الله وملائكته وقديسيه..
مع صورة للحياة الجميلة الرائعة في العالم الآخر. حيث لا حزن ولا بكاء. ولا مرض ولا تعب. ولا فساد ولا ظلم. ولا عيب ولا نقص. بل حياة النعيم الأبدي.. ما أجمل هذا وما أروعه!
***
7- بالقيامة نري السماء. ونحيا فيها:
لأنه أمر محزن حقاً. أن تكون كل حياتنا علي الأرض. في علاقة دائمة مرتبطة بالمادة..! وتبقي علاقتنا بالسماء مجرد علاقة فكرية نظرية. دون أن نرتبط بها عملياً ونختبر الحياة فيها...
ولكننا بالقيامة سوف نحيا في السماء. فيكون الارتقاء بالقيامة ليس فقط لطبيعتنا. إنما أيضاً لمكان سكنانا.
***
8- القيامة ضرورية لجمع شمل الأحباء:
سيكون أمراً محزناً بلا شك. لو أن الموت استطاع أن يفصل أفراد الأسرة الواحدة. فلا يرون بعضهم بعضاً بعد موت كل منهم. وكذلك الفصل بين الأصدقاء والأحباء. وكل الذين تزاملوا معاً وتعاونوا في هيئة واحدة أو في عمل واحد.. ويري كل هؤلاء - أنه بالموت - انتهي اللقاء بينهم إلي الأبد!
إنها حقاًَ تكون مأساة في عالم الحب والصداقة والزمالة. وفي عالم القرابة والأسرة أيضاً. أن تنتهي كل تلك العلاقات الحميمة والعميقة إلي شئ. وتصبح وكأنها كانت مجرد خيال. أو كانت مجرد قصة وطويت صفحاتها...!
لذلك فالقيامة ضرورة لجمع شمل كل أولئك. واستمرار العواطف والمشاعر. وتحويل الحزن إلي فرح.
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب