يكثر القلق في مثل هذه الأيام بسبب اقتراب الامتحانات، لا سيّما بالنسبة لأولئك الذين - لسبب أو لآخر - قصّروا في الانتظام في الجامعة أو الاستذكار. وتتقاذف الطلبة أفكار كثيرة متعددة مثل الرسوب أو التقدير الهابط ..الخ. ولا شك أن الشيطان ينتهز مثل هذه الظروف ليشنّ حرباً على الضعفاء منّا، بالرغم من أنه يدرك جيداً أن الله لن يتخلّى عن أولاده وأنه يحوّل كل شيء لخيرنا. فيكافئ الذين تعبوا، بينما يلمس بيده الحانية القلوب الكسيرة والمجروحة. مع كل ذلك فإنه يمكننا في الأيام القليلة المتبقية أن ننجز الكثير، فإن يوماً مباركاً واحداً يمكننا أن نحقق فيه ما لا يستطيع آخر تحقيقه في أسابيع.
يروي الآباء قصة عن أب طلب من ابنيه أن يحصد كل منهما فداناً من الأرض، فوقف الأول وقال: هل يوجد إنسان يستطيع أن يحصد هذا الكم في يوم واحد أم أن أبي يود أن يختبرني أو ُيشعرني بالعجز ؟! ومن الهمّ نام بجوار الحقل. بينما قال الآخر بحكمة: لا شكّ أن هذه مساحة كبيرة من الصعب على إنسان بمفرده أن يحصدها في يوم واحد، ولكني سأعمل قدر طاقتي ولن يلومني أحد ما ُدمت قد بذلت قصارى جهدي. وبالطبع فقد فرح الأب بهذا الابن لأنه أراد أن يختبر كلٍ من ابنيه.
لذلك يجب ألاّ تنظر إلى أكداس الكتب فوق المكتب في حسرة وألم، وإنما ذاكر قدر استطاعتك. لقد كان الابن الضال حكيماً حين قال أقوم الآن وأرجع .. (لوقا 15) كما سلك على هذا النحو الحكيم: وكيل الظلم (لوقا 16) حين فكر بشكل عملي للخروج من الأزمة. دع عنك الإحباط وصغر النفس وابدأ والله قادر أن يبارك في القليل وُيفرح قلبك. " الفرس معد (ليوم الحرب أما النصرة فمن الرب" (أمثال 21: 31