هو أحد الأعياد السيدية الكبرى التى تحتفل بها جميع الكنائس المسيحية على اختلاف مللها ونحلها، تذكاراً لعماد السيد المسيح بيد يوحنا المعمدان فى نهر الأردن ويسمى "عيد الظهور الآلهى" أو عيد"الإبيفانيا" أى عيد الأنوار وتحتفل به الكنيسة القبطية فى يوم 11 طوبة الموافق 19/20 يناير من كل عام.
وتقام فى الكنيسة هذا اليوم صلاة تقديس الماء، حيث تقاد الشموع حول جرن اللقان بعد ملئه بالماء، وتتلى الصلوات والطلبات ثم يبلل الكاهن طرف منديل بهذا الماء، ويغسل أرجل كل من بالكنيسة، وذلك تشبها بالسيد المسيح الذى غسل أرجل تلاميذه وقديماً كان يتم هذا الطقس على شاطئ النيل، وكان يسكب جزء من الماء اللقان بعد تقديسه فى النيل ومازالت إحتفالات هذا العيد تأخذ أشكالاً طقوسية تدور حول الماء، وبعض الأطعمة كما سيأتى ذكر ذلك فيما يلى.
1- الاحتفال الرسمى بعيد الغطاس :
تعرض كثير من المؤرخين لاحتفالية هذا العيد وما كان يحدث فيها عبر السنين فكان إجماعهم أن "ليلة الغطاس أحسن ليلة تكون بمصر وأشملها سروراً "وما كان لها من شأن عظيم" فلا ينام فيها الناس ولا تغلق فيها الدروب وتوقد فيها المشاعل والشموع وتكثر فيها المأكل والمشارب، ويحضرها المغنون والملهون، وما يجرى فيها من عزف وقصف يفوق الوصف" ويصف المسعودى الذى عاصر احتفال الإخشيد بليلة الغطاس" وقد أمر بإقامة الزينة، فأسرج ألف مشعل أمام قصره مـن جهته الشرقية المطلة على النيل" ولما أنتزع الفاطميون الحكم من أيدى الإخشيديين حافظوا على الاحتفال بهذا العيد، بل وزادوا فى الإنعام فيه على رجال الدولة. فكان إذا جاءت ليلة الغطاس ضربت الخيام فى عدة مواضع على شاطئ النيل بناحية مصر القديمة. وكان الخليفة بنفسه يحضر هذا الاحتفال. ومن الطريف ما رواه الأنطاكى أن الخليفة الفاطمى الحكم بأمر الله كان يحضر احتفال الغطاس ويشاهد طقوسه وهو متنكر فلا يعرفه أحد.
وكثيراً ما منع الاحتفال بعيد الغطاس وكان أول من فعل ذلك الخليفة المعز ولم يكتف بذلك بل هدد بعقوبة الشنق لكل من يحتفل به ثم أصدر الخليفة العزيز تحذيراً من اجتماع الناس ليلة الغطاس وإظهار الملاهى وتوالى المنع والتضييق فى إظهار الزينات ومظاهر اللهو فى أعياد الغطاس حتى أقتصر فى هذا اليوم على تزيين داخل الكنائس فقط، وتكاد تقتصر مظاهر الاحتفال حالياً على مساء اليوم السابق للعيد "ليلة الغطاس" فقط.
2- ليلة الغطاس والنيل :غدا بمشيئة الرب