حديثنا اليوم عن ما يسمى العالم الافتراضى...
+ كنا نطالب بافتقاد الشباب فى منازلهم، وعدم الاكتفاء بانتظارهم أن يأتوا إلى الاجتماعات.
+ ونهتم بأن نبحث عنهم فى "حوش" الكنيسة...
+ أو على "المقاهى"...
+أو مع أصدقاء فى "الشارع"...
+ والآن نحتاج أن نفتقد الشباب فى "العالم الافتراضى"!!
ما هو العالم الافتراضى؟
العالم الافتراضى "Virtual World" هو عالم الانترنيت، حيث يلتقى الشباب معاً من خلال "الدردشة" (chatting)، أو" الفيس بوك FaceBook))، أو "الحياة الثانية" (Second life)، وذلك بأعداد مهولة، حتى أن موقع "الفيس بوك" دعى "دولة الفيس بوك"... حيث يضم 350 مليون مشترك، والعالم الافتراضى دعى "القارة الافتراضية" (Virtual Continent)، حيث تضم الملايين الآن، بل مئات الملايين!!
شباب من كل صنف، ودين، وعرق، ومستوى أخلاقى... يتقابلون، ويتعايشون، ويتفاعلون، ويكونون علاقات يمكن أن تكون سلبية، أو على الأقل غير مضمونة!!
ومع أن التواصل الإنسانى شئ مطلوب وجيد، إلا أنه لابد أن تكون له ضوابط وضمانات، حيث أن ما يجرى فى العالم الافتراضى الآن، بلا قيود ولا حدود، وبانطلاقة غير مسبوقة.
وأخطر ما فى هذا العالم، الذى قد يتوه فيه شبابنا، ويفقد الكثير من معالم هويته، سواء الدينية أو العقائدية أو الوطنية، أن بعضاً من مواقعه صار ذا "ثلاثة أبعاد" (3 Dimensions) الأمر الذى يجعله يقترب من الحواس أكثر فأكثر.
والأخطر من ذلك أن بعضاً من هذه المواقع صار مختلطاً بالواقع، بحيث تستطيع أن تتاجر وتربح، وتقبض دولارات خاصة بهذا العالم تدعى Lindle Dollars، ذات قيمة حقيقية فى المصارف والبنوك.
طبعاً.. بعض هذه النشاطات يمكن أن تكون سليمة ومشروعة، لكن البعض الآخر يمكن أن يكون منحرفاً أو خداعاً!!
سلبيات محتملة للعالم الافتراضى
إن أخطر سلبيات هذا العالم يمكن أن يكون:
+الأدمان:
إذ يجلس الشباب ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، تصل فى المتوسط إلى 4 - 6 ساعات يومياً، وتحدث إدماناً كمبيوترياً خطيراً، ألمحنا إليه فى الفصل السابق.
+ الانحراف:
من خلال علاقات يصنعها الشباب معاً، أو مع آخرين يختارونهم بدعوى الزواج والممارسات الخاطئة... ولا شك أن أغراء الصورة، ثم الأبعاد الثلاثية، ثم اللاحدود فى العرض والطلب، ثم سهولة التلاقى الفعلى.. كلها أمور غاية الخطر على أجيالنا الصاعدة. ناهيك عن أن هذا يتم فى وحدة تامة، وسرية شديدة، وعزلة مع الكمبيوتر، يمكن أن تورد أبناءنا موارد التهلكة.
+ الخداع:
إذ أن بعض هذه العلاقات المعروضة، تحوى خداعات رهيبة، وهذه بعض أمثلة حقيقية جاءت فى الصحف:
شاب يتعرف على إنسانة، ويعدا أحدهما الآخر بالزواج، وبعد فترة منS التفاعل الافتراضى على الانترنيت، يكتشف الشاب أن هذه المرأة جدة لها إحفاد!
وامرأة طلبتها صديقتها لتحضر معها لقاءً مع شاب وسيم يشاغلها علىS الانترنيت، ثم تكتشف الأولى أن هذا الشاب هو زوجها!!
وشخص يتزوج من خلال الانترنيت بامرأة ثم يكتشف أنه فى عملية نصبS خطيرة!!.
وكثيرون خدعوهم بملايين الدولارات، فوقعوا أسرى اللصوص المحترفين!!!S