موضوع: نتابع موضوع الطريقة المثلى للصلاة الأجبية لنيافة الأنبا متاؤس الإثنين فبراير 16, 2015 5:53 pm
وكانت طريقة صلوات المزامير فى مجامع الرهبان قديماً، تتم بأن يصلى كل راهب مزموراً بطريقة مرتلة ومنغمة والكل يصغون إليه فى خشوع، وعندما ينتهى من ترتيل المزمور يبدأ آخر فى ترتيل المزمور التالى وهكذا...
5- من المهم جداً أن نتذكر عند بدء كل صلاة غرض الكنيسة من ترتيبها، فمثلاً صلاة الساعة السادسة رتبتها الكنيسة لتذكار صلب السيد المسيح، والساعة التاسعة لتذكار موته المحيى، وهكذا، وحاول أن تعيش جو المناسبة وأنت تصلى وتتأمل فى مزامير وأناجيل وقطع الساعة، وهى تتحدث كثيراً عن المناسبة التى وضعت لتذكارها.
6- اقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التى تصليها، حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة، التى قيل فيها كل مزمور أوانجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير، ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويمكنك من الصلاة بالروح والذهن حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول: "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً، أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضاً" (1كو 15:14).
7- لا تسرع كثيراً فى تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم فى نطق بعض الكلمات والآيات، فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة فى مقام القانون الجاف، أو مثل التعويذة التى ينطق بها الحاوى، دون أن يفهم معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئاً من ذلك، ويقول أحد القديسين: "إن كنت أنت لا تفهم الكلام الذى تصلى به فكيف تطالب الله أن يسمعه ويستجيبه".
8- ارفع يديك قدر استطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصاً عند الآيات التى تذكر رفع اليدين أو العينين مثل:
? "باسمك أرفع يدى، فتشبع نفسى كما من شحم ودسم" (مز 4:62) صلاة باكر.
? "فى الليالى ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب" (مز 2:133) صلاة النوم.
? "رفعت عينى إلى الجبال، من حيث يأتى عونى" (مز 1:120) صلاة الغروب.
? "إليك رفعت عينى يا ساكن السماء. فما هما مثل عيون العبيد إلى أيدى مواليهم" (مز 1:122) صلاة الغروب.
? "رفعت يدى إلى وصاياك التى وددتها جداً وتأملت بفرائضك" (مز 48:118) صلاة نصف الليل.
ومع رفع عينيك ويديك إلى الله، ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك، فتعيش لحظات السماء على الأرض، وتغلب فى جهادك عماليق الشيطان المارد، وكل جنوده، كما فعل موسى النبى، عندما صعد إلى الجبل، ورفع كلتا يديه للصلاة، ومعهما قلبه إلى الله طالباً النصرة على عماليق "وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا (هارون وحور) حجراً ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين (فى حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف" (خر 11:17-13).
وعلى مثال يدى موسى ظلت يدا السيد المسيح، معلقتين مرفوعتين وممدودتين على عود الصليب إلى غروب الشمس، حينما أنزله يوسف الرامى من على الصليب، فانتصر الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا، وهو أيضاً يستطيع أن يغلب فينا وبنا، حينما نتخذه ناصراً ومعيناً لنا، ونرفع إليه أكف الضراعة، ومعها عيوننا وقلوبنا ملتمسين رحمته ومعونته.
9- كرر بعض العبارات التى تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى المزمور أو الإنجيل أو القطعة أو التحليل، ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك، وقتئذ كررها عدة مرات، وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذى تصليه، فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية فى القلب والوجدان.
10- ردد الإسم الحلو الذى لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك فى المزمور كلمة "الرب أو يارب" انطق بعدها اسم "يسوع المسيح" مثل :
? "يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى" (مز 3).