إن القيامة بلا شك هي دليل علي قدرة الله غير المحدودة:
الله الذي خلق الوجود كله من لا شئ. هو قادر أن يعيد الحياة إلي من يشاء في هذا الوجود. وإن كان قد خلق أجسادنا من تراب الأرض. فهو قادر أن يعيدها من تراب الأرض مرة أخري.. أليس هذا أسهل بكثير من خلقه الكون من العدم؟! من العدم خلق تراب الأرض. ومن التراب خلق الإنسان...
أيهما الأصعب إذن؟ الخلق من العدم. أم إقامة الجسد من التراب؟
إن الذي يقدر علي العمل الأصعب "وهو الخلق". من البديهي أنه يقدر علي العمل الأسهل "وهو إقامة الأجساد". والذي منح الوجود. يقدر بالحري علي حفظ هذا الوجود.
***
فالذي يتأمل القيامة من هذه الناحية. انما يتأمل القدرة غير المحدودة التي لإلهنا الخالق. الذي يكفي أن يريد. فيكون كل ما يريده. حتي بدون أن يلفظ كلمة واحدة. أو يصدر أمراً.. انها ارادته الالهية. التي هي في جوهرها أمر فعّال قادر علي كل شئ.
اننا نسمي القيامة معجزة. ليس لأنها أمر معجز أو صعب. وانما لأن عقلنا البشري القاصر يعجز عن إدراكها وعن فهم كيف تكون.
ولكن ان كان العقل يعجز. فإن الايمان يمكنه أن يدرك.
الإيمان دائرته أوسع وأعمق. لذلك فانه يقبل القيامة وكل ما يتعلق بها. معتمداً علي الوحي الإلهي...
***
لهذا فان القيامة يقبلها المؤمنون. بينما يرفضها الملحدون الذين يرفضون الله نفسه..!
وكذلك أنصاف العلماء. والعقلانيون الذي يرفضون كل ما لا يستطيع أن يستوعبه عقلهم القاصر المحدود.
هؤلاء وأولئك: كما يرفضون القيامة. يرفضون أيضاً الخلق من العدم. ويرفضون كل أنواع المعجزات!.. ينقصهم الإيمان.
كذلك يرفضون الوحي. وخلود الروح. وأموراً أخري كثيرة.
نترك هؤلاء جانباً. فنحن ههنا نتحدث إلي المؤمنين.