عندما نصف شخص ما بأنه مسيحي
نحن نقصد بذلك أنه يحمل في شخصه صفات المسيح
مثل قولنا: “قاهري أو سكندري”، فالمقصود أنه يحمل ملامح وطباع وثقافة مدينته.
وهكذا المسيحي يحمل في شخصه خصائص المسيحية “دعي التلاميذ مسيحيين أولاً في أنطاكية” (أعمال 11: 26).
ومن هذه الخصائص:
1-إيمان سليم:
“هو الإيمان المسلم مرة للقديسين” (يهوذا 3).
يؤمن بالله في الجوهر المثلث الأقانيم،
وبالتجسد والفداء الثمين الذي قدمه المسيح على الصليب لأجلنا، والأسرار التي أسسها،
واللازمة للتمتع ببركات هذا الفداء، يُعمد ليصبح من رعوية المسيح ويثبت بالميرون،
يتوب ويعترف بالخطايا اللاإرادية (الشخصية(، يتناول من جسد الرب ودمه،
يحيا فيه ويثبت وينال عربون الحياة الأبدية، يسلك بالبر ويطلب شفاعة القديسين “سحابة الشهود” (عب1: 12).
2- قلب محب:
“أما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء” (1تي5: 1).
لذلك فإيمانه ليس تعصب ولا تبعية،وإنما إيمان جعل قلبه مفتوحاً على الكل،
هذا القلب الممتلئ سلاماً لا يحتقر الآخر بل يقبل الكل يصلي عن الكل..
لا يحمل عداوة لإنسان حتى أولئك الذين يخالفونه في الرأي.. يحب حتى الأعداء “لتثبت المحبة الأخوية” (عب13: 1)
حتى في شرحه للإيمان ودفاعه عنه. لقد كان الشهداء يصلون لأجل الذين يعذبوهم وهم تحت الآلام،
حتى تحول الذئاب إلى حملان من كثرة ما شربت من دم الحملان (القديس كيرلس الكبير).،
“اكرموا الجميع احبوا الأخوة خافوا الله اكرموا الملك” (1بط17: 2).
3-عبادة مفرحة:
“افرحوا اكملوا تعزوا عيشوا بالسلام” (2كو11: 13).
الإيمان السليم لا يستوجب الحدة والعنف حتى في الدفاع عنه.
والعابد هو شخص في الحضرة الإلهية لذا فإنه يكون فرحاً.
هناك أشخاص يمثلون لنا العبادة المبهجة حتى وهم صائمون تجدهم في ارتياح..
يصنعون الميطانيات.. يسهرون في القراءة بفرح. الجهاد بالنسبة لهم عمل لذيذ..
يصلي ببشاشة.. مريح وهو يخدم. قيل عن شخصين قاما بتدريب روحي لمنفعتهما أحدهما أتمه بفرح وبشاشة،
بينما كان الآخر مكتئباً. إن الذين رأوا العابد المسيحي منطلقاً سعيداً وكأنه في الأبدية وليس في هذا العالم سيدركون على الفور..
أن المسيحية ليست حزينة كئيبة، كما ادعى البعض. لذلك فمن كان إيمانه سليماً لابد وأن تكون عبادته مفرحة
“افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا” (1كو21: 4)
4-ملامح وديعة:
“فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة” (كو12: 3)
هذا النوع ستجد عليه نعمة.. فكل إناء بما فيه ينضج.. ما في قلبه سيعتلي على ملامحه رقة ووداعة،
وقد تكون الملامح حادة ولكنها مريحة. فليس شرطاً أن يكون الضاحك وديعاً، ولكن هناك من جديته حانية وحنوه جاد.
هكذا يشيع المسيحي جو من السلام والألفة من حوله..
يصبح وجوده مفرح ومريح.. عليه مسحة من نور المسيح.
لذا فله وجه مشرق وابتسامة مريحة. إنها روح الوداعة التي تكلم عنها القديس بولس (1كو21: 4، غل5: 6).
5- كلمات هادئة:
حتى متى تكلم أو علّم فله شفتان مختونتان (طاهرتين)
“شفتاك ياعروس تقطران شهداً تحت لسانك عسل” (نش11: 4).
يتحاشى الكلمات الجارحة والتعبيرات القاسية. . ولا نقصد بالكلمات الهادئة البرود في التعبير واستفزاز الآخر أو الصوت الخفيف فقط،
ولكن يعرف كيف يجامل ويلاطف، ويشجع ويرحب ويدافع ويعتذر.
يقول القديس مكاريوس: “إن الكلمات الهادئة الجيدة تحول الأشرار إلى أخيار”، والعكس صحيح
“ليرى الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات” (مت16: 5).