* تتمعن العروس بتأمل في يد العريس التي تمثل قدرته على العمل "حبيبي مد يده من الكوّة" (نش 5: 4) لا تتمكن الطبيعة البشرية من احتواء الطبيعة الإلهية الغير محدودة. تقول العروس: "فأنّت على أحشائي" (نش 5: 4)... تتعجب كل نفس بما لها من قدرة للفهم بالأعمال المبهرة ليد اللّه التي تفوق قدرات الإنسان، لأن الطبيعة الإلهية التي تعمل هذه العجائب لا يمكن فهمها أو احتوائها. فكل مخلوق حي هو من عمل هذه اليد التي ظهرت في الكوّة. لذلك يصرخ يوحنا في إنجيله قائلًا: "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو3:1). ويعبر النبي إشعياء عن نفس الفكرة، فيسمى اليد قوة اللّه للعمل: "كل هذه صنعتها يدي، فكانت كل هذه يقول الرب" (إش 2:66). لا يتمكن عقل الإنسان من فهم هذا الإنجاز: جمال السماء بما فيها من نجوم والشمس وعجائب الخليقة الأخرى. غير أن قلب الإنسان يخاف من قوة اللّه. فإذا كان الإنسان لا يفهم كل أعمال اللّه، فكيف يتمكن من فهم اللّه الذي يعلو على ما في الخليقة؟
* دعونا نعيد هذه الآية حتى نستفيد مما سقناه ونجعله يتمشى مع كلمات الوصيفات: "ما حبيبك من حبيب، أيتها الجميلة بين النساء؟ ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا؟" (نش 5: 9)
دعينا نستمع بانتباه بعدما رُفعت براقعنا، ونلتفت إلى الحق بعيون نفوسنا.
كيف تصف العروس لوصيفاتها ذاك الذي تبحث عنه؟
كيف تصف العروس هيئة من ترغبه في كلمات؟
كيف تُحضر العذارى من لا يعرفونه؟ المسيح غير مخلوق وأيضا مخلوق: ونعلم أن الغير مخلوق هو أبدي وموجود قبل إنشاء العالم، وهو خالق الكل. وعلى الجانب الآخر يرشدنا الجزء المخلوق، لأنه تكوّن حسب جسدنا الوضيع (في 21:3). ويمكننا فهم الكلمات بطريقة أفضل إذا فحصناها حسب ما جاء بالكتاب المقدس. نحن نعرف أنه في البدء كان الكلمة وأنه كان دائمًا مع اللّه وأن الكلمة لم يُخلق، وبدونه لم يكن شيء مما كان (يو 1: 1-3). والكلمة كان مع اللّه وكان الكلمة اللّه، وبه كان كل شيء. وُلد المسيح، أي أنه أخذ جسدًا وحلّ بيننا. وأظهر تجسده عظمته بوضوح، أنه اللّه، الابن الوحيد للّه الذي هو في حضن الآب، ظهر في الجسد، وقال عنه يوحنا: "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو 14:1)