آية 8:- ولكن كذلك هؤلاء أيضًا المحتلمون ينجسون الجسد ويتهاونون بالسيادة و يفترون على ذوي الامجاد.
المحتلمون = قال عنهم أنهم ينجسون الجسد فمن هم المحتلمون..؟ هناك عدة أراء:-
أ. الحالمون ليلًا وهُم نيام:- والأحلام لها 3 مصادر:-
1. من الله كأحلام يوسف خطيب العذراء مريم، وفرعون. وقطعا ليسوا المقصودين هنا.
2. من الشيطان. وهذه لا علاقة لها بالافتراء على ذوى الأمجاد.
3. النسبة الغالبة هي مما هو موجود في العقل، ومخزون فيه صباحا أي من الصور والكلمات التي يراها الإنسان ويسمعها ويفكر فيها بينما هو مستيقظ. هذه يحلم بها ليلا. فإن كان ما يفكر فيه كله نجاسة، يحلم بنجاسات ينجس بها جسده. لكن أيضًا هذه لا علاقة لها بالافتراء على ذوى الأمجاد.
إذاً المحتلمون في هذه الآية لا يُقْصَد بهم من يحلمون ليلًا.
ب. هؤلاء الهراطقة يعيشون على الأحلام والأوهام، تعاليمهم كالأحلام، غير حقيقية، بل هي خرافات، هم كالنائمين عن الحقيقة، أو شهواتهم جعلتهم كالسكارى أو الحالمين. هم يحلمون بحياة أخرى كلها نجاسات وخمر بحسب شهواتهم.
ج. ربما ادعى هؤلاء الهراطقة أنهم يتلقون تعاليمهم بواسطة الأحلام والرؤى.
ينجسون الجسد = من إرتد عن طريق الرب (كمن يقول لنفسه إذ يخطئ دم المسيح سوف يغفر) لا بُد أن ينتهى بتدنيس الجسد والفجور. فبدون التغصب (مت11: 12) مع عمل نعمة الله يسقط الإنسان إلى أحط الدرجات. فالقلب نجيس ومخادع (أر9:17). والعكس فمن يسلك بالروح يتعفف (غل23:5). فالتعفف من ثمار الروح.
هؤلاء إستهانوا بالرب فإستهانوا بأجسادهم كأعضاء للمسيح فأسلموها للشهوات الدنسة. والشهوات الدنسة تؤدى للعمى الروحي الذي يؤدى بهم لأن يتهاونوا بالسيادة، ويقصد بالسيادة من أعطاهم الله سلطانا في الكنيسة وعيَّنهم رعاة على قطيعه، فهؤلاء الهراطقة يرفضون السلطان الكنسى، وهذا يصل لرفض سلطان الله نفسه. فمن يرفض سلطان الكنيسة هو متكبر والكبرياء بداية لرفض الله نفسه.
يفترون على ذوى الأمجاد = يتكلمون بسخرية عليهم وهم في مناصب عالية كنسيا. مثل هؤلاء لا يرون أحداً أمامهم مقدسا. فعيونهم لا تستطيع أن ترى ذلك بسبب خطاياهم وشهواتهم وكبريائهم. وهم ذوى أمجاد إذ أعطاهم الله سلطان به يحلون ويربطون، ويغفرون، وهم خلفاء الرسل ولهم مفاتيح ملكوت السموات (مت16: 10 + مت18: 18 + يو20: 23 + 1كو5: 3 – 5 + 2كو2: 6 - 10).