اعلم يا أخي أن سر الاعتراف يسمى فى الكنيسة أيضا سر التوبة. فهو إذن ليس مجرد اعترافات تتلوها على مسمع أبينا الكاهن وينتهى الأمر إنما هو توبة.أعنى شعور المعترف بأنة قد أخطا جداً، وأنة مقصر كل التقصير فى حق آلهه الذي أحبه لذلك هو ياتى بنفس منسحقة للغاية ومريرة جدا ليعتذر لربه عن خطاياه ، عازما أن يتركها نهائيا إلى غير رجعة طالبا من الله أن يساعده على ذلك ويعطية القوة التي يقوده بها فى موكب نصرته.. فهل تذهب يا أخي أو ياأختى إلى الاعتراف بهذه النفسية.. طوباك .... لذلك عليك أن تستعد قبل الذهاب إلى الاعتراف .اجلس حاسب نفسك حسابا قاسيا عسيرا قارن بين معاملة الله النبيلة لك... وبين جحودك وإنكارك. قارن بين حياتك وحياة الآباء القديسين . تذكر قول بولس الرسول أن البار بالجهد يخلص واسأل نفسك أن تظهر أنت الخاطى .. فإذا ما صغرت نفسك فى عينيك و إذا ما شعرت بعمق خطيتك وبحاجتك إلى المعيشة من جديد مع المسيح عند ذلك اذهب بنفسك المنسحقة هذه إلى أبينا الكاهن.[*] عندما تجلس أمام أبيك الكاهن، لا يجب أن تكون لك دالة عنده ، انس شخصيته واسمه وعلاقتك به. تذكر شيئا واحد أنة نائب الله ووكيله الذي سوف يحاسبك عن خطاياك.لذلك لاتذكر خطاياك كشخص يقص قصة أو يروى خبرا إنما بألم وخوف ورعدة. [*] اعتراف بكل نوع من أنواع الخطايا. خطايا العمل والقول والفكر والحس.[*] اعلم يا أخي أن كل خطية لا تعترف بها تظل باقية مهما تحسنت حالتك فيما بعد ستظل تقلقك حتى لو صرت قديسا .[*]اهتم بتفاصيل الخطية التي يظهر فيها لوناً من البشاعة. حتى تظهر أمام أبيك الروحي على حقيقتك.[*] اعرف مكان الخطية وزمانها والشخص الذي أخطأت معه أو إليه كل ذلك له تأثير على مقدار إثمك. فهناك فرق بين قولك"نظرت يا أبى نظرة شريرة" وبين قولك وكانت هذه النظرة فى الكنيسة أو نظرت تلك النظرة فى يوم من أيام الصيام أو كانت تلك النظرة إلي أحدى قريباتي يجب أن تهتم بالتفاصيل لأنها لازمة .[*] إن ذكر التفاصيل أيضا يعطى للكاهن فكرة عن نوع العلاج الذي يجب أن يقدم لك . فمثلاً هناك فرق كبير عن قولك "فكرت يا أبى أفكار شريرة" وبين بيانك نوع الأفكار. هل هي تختص بالناحية الجنسية ، أم الحسد، أم الانتقام أم الكبرياء.[*] أهتم كذلك بمدة الخطية. هل مستمرة عندك أم اقترفتها مرة واحدة أم اكثر ..وما مقدار المدة التي تقضيها فى الخطية كل مرة هناك فرق كبير بين شخص يقول جلست فى مجالس المستهزئين وسط الخطية ومرت ربع ساعة أو نصف ساعة دون أن يؤنبني ضميري ودون أن أغادر المكان بل كنت متلذذاً بذلك المجلس هناك فرق بين هذا وبين آخر أنه جلس فى مجالس المستهزئين. [*] لا تحاول أثناء الإعتراف أن توجد لنفسك عذراً.[*] أهتم بالناحية الإيجابية لا تعترف فقط بالخطايا التي فعلتها بل أيضا بالفضائل التي قصرت فيها .فقد قال يعقوب الرسول "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل فتلك خطية له" إن مر عليك يوماً لم تصنع فيه خيراً فيجب أن يؤنبك عليه ضميرك وتعترف به.[*] ولا تعترف بالخطايا الروحية فقط وإنما بكل شئ إن كنت تلميذاً وقصرت فى واجبك فرسبت فى درس ما أو تأخر ترتيبك فيجب أن تعترف بهذا . إن كنت موظفاً وقضيت يومك الرسمي فى قراءة الجرائد والحديث مع الناس والفكاهة دون إنتاج فيجب أن تعترف بذلك أيضاً.[*] أعترف بكل تقصير تلاحظه فى نموك الروحي .كما تعترف أيضا بموقف نموك إن حدث ذلك لأن المسيحي هو شخص ينمو باستمرار فى حياة النعمة حتى يصل إلى ملء قامة المسيح إن لم تتحسن حالتك اليوم عن الأمس وباكر عن اليوم فلابد أنه هناك خطية رابضة تمنعك من السير إلى قدام.[*] أذكر أيضاً خطايا العثرة .ربما لا تكون بذاتك أخطأت وإنما جعلت الآخرين يخطئون.[*] بعد الإعتراف : أعرف أنك قد برئت فلا تعود تخطئ أيضا لئلا يصيبك شر.كن حريصاً وحذراً جداً ودقيقاً كل الدقة فى أعمالك.[*] أعرف من أين سقطت وتب..لا تكرر نفس الإعتراف كل أسبوع فإن ذلك يدل على انعدام التقدم. وإنما أجلس إلى نفسك وأعرف من أين أتاك الخطأ واستعرض طرق التهرب منه. وبإرشاد أبيك الروحي ومحبة الله لك تتخلص من متاعبك وتعود مرة أخرى ولك صورة الله عند ذلك لا تنسى فى صلواتك وخلواتك وتأملاتك ودموعك…
لماذا أعترف علي كاهن ؟ لماذا لا أعترف لله مباشرة ؟
ج 1- للسماح بالتناول :
لنا بقية