سفر الرؤيا سفر يتحدث عن الحياة المستقبلية في السماء, و يتميز هذا السفر بحديثه عن ثلاثة امور : ” الرجاء “و”الغلبة ” و “التسبيح” فالسفر فيه الكثير من الرجاء لانه يحمل الكثير من الوعود لكل من يكمل حياته بامانة، و هو سفر يتحدث ايضا عن طريق الغلبة الروحية ” من خلال الايمان و الجهاد الروحي”، كما انه سفر يتميز بالتسبيح الذي يجعل الانسان يحيا دائما في حياة الفرح .
ويحدثنا سفر الرؤيا عن سبع رسائل مرسلة من الله الي الكنائس السبعة الموجودة في اسيا الصغري في تلك الفترة، و هي تمثل رسائل خاصة من الله الي كنيسته في كل زمان في الظروف المختلفة، بمثابة رسائل روحية شخصية لكل إنسان في أحوال حياته الروحية المختلفة.
و رسالة الرب الي ملاك كنيسة سيميرنا “القديس بوليكاربوس الذي عاش لأكثر من ثمانين عاما و خدم كأسقف و تعرض للإضظهاد و أنهي حياته شهيدا علي اسم الرب يسوع عندما رفض ان ينكر الايمان” هي رسالة لكل من تتعرض حياته للألم او الاضطهاد باي صورة و فيها لنا عدة رسائل معزية
* الرسالة تتحدث عن الالام و لكن تصدرعن اله غلب الآلام ” هذا ما يقوله الاول و الاخر الذي كان ميتا فعاش” ( رؤ 2 : 8 )، رسالة تعزية لكنيسة ستتعرض للآلام و الضيقات لكنها كانت تتحدث عن الله ضابط الكل من بدء الخليقة الي نهاية العالم، الذي غلب كل ألم و أبطل أعظم ضيقة و هي الموت بقوة قيامته .. فهي رسالة لنا في كل ضيق ان الله موجود وهو يضبط كل الاحداث.
* الرسالة تتحدث عن فقر و غني ” أنا عارف اعمالك و ضيقتك و فقرك.. مع انك غني ” : فقد تحمل حياة الانسان الكثير من الالام و الإحباطات في طريقه للسماء لكن الله يضمن انها كلها تقود الي غني روحي .. غني النعمة التي ينالها المتألم و غني الفضائل الروحية التي تزين حياته بسبب الآلام , و ايضا غني الثمر الروحي و الابناء الروحيين .. فكلما تألمت الكنيسة او الخادم كان ذلك سببا في نمو الكنيسة .. و كل عصور الإستشهاد تشهد بذلك .. ان الضيق و الدم كان دائما بذار الايمان و الثمر الروحي المتكاثر , فلم تثمر حلقات الاضطهاد العشرة في تاريخ الكنيسة الا اتساعا للكنيسة و انتشارا للإيمان.
* الرسالة تتحدث عن ضيق لكنها تنصح بعدم الخوف “لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به ” (رؤ 2: 10) فالله الذي دعانا للايمان و سمح لنا بالضيقات هو لن يتركنا و لن يترك كنيسته. و الوعد “لا تخف” هو وعد مريح وسط الضيقات .
*الرسالة تطلب منا أمرين الأمانة التامة و الاستماع الداخلي: ان نفتح اذاننا الداخلية لنسمع ” من له اذنان للسمع فليسمع ” فقد يسمع الانسان و لكن يقسي قلبه او يؤجل الإستجابة او يرفض بكبرياء أو يقارن نفسه بالآخرين او يبرر ذاته و لا يلوم نفسه و في هذه الحالة لا ياخذ بركة الآلام التي يتعرض لها، ويطلب الله منا إيضا ان نكون أمناء في علاقاتنا مع أنفسنا و مع الله و مع الاخرين ..في عبادتنا و خدمتنا و في كل معاملاتنا حتي في وقت الضيق.
*الرسالة تتحدث عن وعدين ” كن امينا الي الموت فساعطيك اكليل الحياة)(من يغلب لا يؤذيه الموت الثاني” فاحتمال الآلام و الضيقات بأمانة قد لا يعفينا من موت الجسد فجميعنا سنرقد، لكنه سيضمن لنا الا يكون للموت الثاني اي الهلاك الابدي سلطان علينا، كما يعدنا ايضا بإكليل الحياة المفرح .
لتكن رسالة الله لملاك الكنيسة المتالمة هي رسالة لحياة كل منا وسط ضيقات العالم المتعددة و لتكن لنا تعزية و رجاء و مرشد كيف نسلك وسط الضيق.